ليس بسيطا ما يحصل في بيروت وكل لبنان… أزمة النفايات باتت بلا حل آني أو فوري… وكل ما يقال عكس ذلك هو من باب التضليل… فزبالة السلطة باقية في شوارعنا وتحت أنوفنا لأسابيع مقبلة… فيما ملايينهم مكدسة في أماكن لا تصلها روائح التحلل البيئي، ولا تفوح منها روائح الفساد الفضائحي… إلى النفايات، يبدو أن هناك من يحضر لسلسلة مآزق للبلد: بعد أسبوع يحضرون لضرب المؤسسة العسكرية، عبر تفريغ مجلسها العسكري بالكامل… في الفترة نفسها، سيعلنون أن هناك مأزقا ماليا اسمه استحقاق اليوروبوند… وسيهددون بتفليس لبنان… أواخر آب، سيضيفون تهديدا جديدا، اسمه رواتب موظفي القطاع العام… وإذا أعطانا الله عمرا ووصلنا إلى الخريف، سيفتحون تهديدات أخرى، من نوع السلسلة والموازنة والقروض والهبات… وسواها من مناورات الإخضاع والإذعان… لماذا كل هذه الأساليب؟ بكل بساطة، حتى لا يأتي مسؤول واحد جديد إلى دولة المافيا، فيكتشف كيف ضاعت 3 مليارات دولار على النفايات، وظلت في وجهنا… وكي لا نكتشف كيف قبض محسوب واحد على تيار السلطة، مئة مليون دولار ليراقب الشركة – المافيا، كالفأر الذي يراقب الطحين… وكي لا ندرك كيف سرقوا البلد، ونهبوا خيراته، وكسروه بسبعين مليار دولار دين، وصادروا عاصمته، واستباحوا أملاكه العامة، وهجروا إنسانه وصادروا سيادته حتى آخر المستقبل… هو نظام المافيا، يحظر علينا أن نفهم أزمة النفايات… مستعدون أن يذهبوا في لعبتهم حتى الآخر. ما همهم؟! فقصورهم الأوروبية جاهزة، وجنسياتهم الغربية صالحة… وحده شعب لبنان من يموت عبثا ومجانا … تماما كما سقط البطل ربيع كحيل… الشهيد الذي قهر الإرهاب، قبل أن يقهره الغدر، نعرض قصته بعد عشر ثوان…