Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 26/06/2019

حتى لا يتغير عليكم شيئا فإن المجلس الدستوري على “حطة الايد السياسية ” منذ التكوين. أعضاؤه يأكلونهم حصرما في المقار القابضة.. والنواب ” يضرسون ” ويصوتون خمسة أعضاء يمثلون الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، أما سمير جعجع فحصته في دفعة مجلس الوزراء ” ولا يعتب حدا ولا يزعل حدا” فالدستوري للسياسيين. والسياسيون أولياء على كل الطعون، الايادي النيابية رفعت تأييدا لوضع اليد السياسية على القضاء من بابه الدستوري العالي، لكن أفلتت أياد حرة من بيت الطاعة السياسي، وانسحب نواب حزب الكتائب، والنواب جميل السيد جان طالوزيان بولا يعقوبيان من البصم على التعيين الذي سيشكل تهديدا لطعون يدرسها الدستوري حاليا.

وباستكمال تعيين الخمسة في الحكومة قريبا..يمكن تهنئة نائبة المستقبل ديما جمالي بعد معاناة طويلة مع الطعون والخارج ” مولود “. وإذا كان القضاء قد تعرض اليوم لصفقة سياسية، فإنه شهد في قصر العدل إهانة بالجرم المشهود طاولت المدعي العام في جبل لبنان القاضية غادة عون، التي ردت طلبا لتخلية سبيل فكانت الواقعة داخل مكتبها.

وبلغة التوقيف الاعتباطي فإن جاريد كوشنر لم يخل سبيل العرب من مؤتمر البحرين قبل أن يعصرهم ماليا، فهو استكمل اليوم الثاني من خيانة المنامة وقال بفخر ” لقد استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثلما أراه ورؤية كوشنير هذه ضمن ورشة العار شكلت إهانة للعرب لكونها شطبت مباردتهم العربية التي تمسكوا بها منذ قمة بيروت قبل عشرين عاما، وعلى مدى يومين لم يسجل الإعلام أن شخصية واحدة اعترضت أو انسحبت أو ابدت تحفظا بل حضرت صاغرة بأمر وطاعة تستمع الى تعاليم ” أمير عدم المؤمنين “بفلسطين وقدسها وجاريد كوشنر حضر معلما على كل العرب الذين ارتضوا بدور ” جمهور السميعة ” من فتى صهيوني الفكر والفكرة.

تلقى علومه السياسية في منزل بنيامين نتناياهو الى أن أصبح أستاذا له ويزايد عليه في شؤون التطرف وصهر البيت الأسود في السياسة ..رفع للعرب جزرة بلا توابعها لأنه كان قد استخدم العصى مسبقا لضمان الحضور العربي واستدعائه بورقة جلب مهينة . صمت الحملان العرب .. والسكوت يعادل الخيانة, حيث لم يرتعب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من خطر سلب فلسطين رعبه من خطر المد الإيراني .. وكان يمكنه أن يساوي فقط بين الخطرين لتوازن المواقف .

ويتابع أبو الغيط بكل سرور صفقة تضيع فيها مبادرة جامعته العربية وينتعش مع كوشنر لدى إعلانه عن ازدهار من لبنان الى سينا فالأردن .. وهو ازدهار شرطه بيع القدس حيث لا إنسانية على الفلطسينين ولا مصالح لهم ولا مشاريع ما لم يتم شراء القدس باستثمارات المنامة . ربما كان مرصد وليد جنبلاط هذه المرة لاقطا عندما استذكر أنه في عهد السلطان عبد الحميد طلب تيودور هرتزل شراء فلسطين لنقل يهود العالم إليها فرفض السلطان واليوم في البحرين سيطلب حفيد هرتزل الصهر كوشنير الى العرب بيع فلسطين لنقل أهلها إلى الشتات، فهل يفعل العرب ما رفضه العثمانيون؟”. وجوابا عن جواب زعيم الجبل : نعم فعلوا وعن سابق إهانة وتصغير .. غير أن شعوبا عربية لم تقل كلمتها بعد ومن تهافت اليوم على مؤتمر بيع فلسطين قد شارك في مأتم وجنازة ومراسم دفن الانظمة التي لا تسعى إلا لحماية عروشها .. هم استمعوا للولاءات الاميركية وعينوا صهر الرئيس مرشدا اعلى على العرب ووليا فقيها لهم .. لكن الجنازة كانت حامية والميت كوشنير.