IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 25/07/2019

البلد على جناحي جنبلاط أرسلان الوليد وبن طلال من دون بقية المزايا المالية . ولما اقتحم رئيس الحكومة طريق الشام قاصدا مفرق بعبدا ساد قرار ظني بأن الرجل سوف تتملكه العزيمة لينتفض على واقع الحال ويعلن من القصر الرئاسي موعدا لجلسة حكومية واضعا الحد لأسْر حكومته شهرا كاملا بين البساتين لكن الحريري اكتفى بعبارة : تفاؤلوا بالخير وحتى هذه الكلمات الثلاث جاءت بصوت غير مسموع وقد التقطها الصحافيون بصعوبة وبمؤازرة كبير مستشاري القصر رفيق شلالا
ومع ذلك فقد فعلناها وتفاءلنا لكنْ لم ” نجدوه ” ولم يظهرْ خير الحكومة من شر وزرائها لا بل زادت الشروط تحت مسيمات الحل.

والواقع هذا بحسب قراءة مستشار الحريري داود الصايغ أغضب رئيس الحكومة لكنه لن يدفعه الى الاستقالة ولا الى الاعتكاف وهو سيكتم غضبه وسيبقى يحاول لأن ” نفسو طويل ” كما قال للجديد ومرد هذا النفس الطويل لا يعود الى تمتع الحريري بقوة صبر وإيمان وعزيمة بل لكونه لن يقدم على مغامرة الاستقالة في ظرف محلي إقليمي دقيق لا بل إنه ليس على استعداد لطرح قضية قبر شمون على مجلس الوزراء تخوفا من انقسام حكومته وتحريك الثلث المعطل القادر على إشعال الشرارة داخل مجلس الوزراء ووضع التفجيرات السياسية تحت عجلات الحكومة فتطير عن بكرة تضامنها وتصبح حكومة الى العمل بلا عمل مع دولة رئيسها.

وفي مقابل ” اللا ” النافية لجنس الاستقالة فإن البلد لم يعد ” يمون على ” بلدية ” وهذه طرابلس مثال على تعطيل النصاب ثلاث مرات متتالية حيث اجتمعت على نصابها قوى سياسية فاعلة برعاية المارد البلدي رمزي نهرا وعطلت انتخاب الرئيس ونائبه.

وهذا البلد الأمين ضاق بموظفين ناجحين في مجلس الخدمة المدنية ولما اكتشف خصمهم جبران باسيل أنهم تسللوا إلى متن الموازنة بدأت حرب إلغائهم عبر شطبهم لاعتبارهم خطأ مطبعيا وهو البلد نفسه في العهد الذي نجح سيواجه شهرا بألف شهر عندما تتجمع نفايات الكوستا برافا وتحاصر الناس والعهد والحكومة وعندئذ يتبين مدى صمود ” النفس الطويل ” .
ومن علامات الأزْمة أن وزير التربية أكرم شهيب عاد وزيرا للبيئة مذكرا بأن منطقة الجبل تحملت نفايات سائر الأقضية على مدى سبعة عشر عاما من خلال مطمر الناعمة ولا يجوز أن يعامل بالطريقة التي تتم اليوم في محاولة لفرض حلول الأمر الواقع .

وأسلوب الاستعارة معمم وساري المفعول حيث وزير التربية فقيه بيئة واللواء عباس ابراهيم يعوض نقص القضاء ورئيس الحكومة مروج للهدوء بلا قدرة على عقد جلسة واحدة لمجلس الوزراء وهو يكتفي بإصدار أوراق “النعوة” وإعلان الحداد وبينها ثلاثة أيام على رحيل الرئيس التونسي الباجه قائد السبسي
وللحكومة ورئيسها طول العمر السياسي