في أربعين قبر شمون بدا أن الكمين أكبر من جبران وصالح .. و”ما غريب إلا الشيطان” الذي ظهر اليوم على صورة بيان السفارة الأميركية ..
فمن رصد النتائج التي ترتب على حادث البساتين وصل الحاصل الى أبعد من استهداف وزير أو اثنين.
فقد وقع الكمين فعلا على كل الجبهات .. هدد العهد .. فعل فعله بين تيار وقوات .. أقام الحد بين اشتراكي وعوني .. عمق الجرح الدرزي بين بيك ومير .. أطاح القضاء والقضاة .. جمد عروق الحكومة .. عطل مجلس الوزراء، وأعاد من جديد أزمة الصلاحيات التي فرزت مواقف عدة .
رئيس الجمهورية اصطف طرفا مع جبرانه مؤكدا نظرية استهدافه .. رئيس مجلس النواب اعلن رسميا إطفاء محركات الحركة .. ورئيس الحكومة ما زال خارج البلاد ضاربا موعدا لغداء مع ” كوتيون وتومبلا ” لكتلته النيابية بهدف توجيه رسالة إلى من يسلب صلاحياته، أنه ما زال على قيد الحكم ويستعد للتوجه الى واشنطن الأربعاء المقبل .
وللصدف المحسوبة فإن واشنطن دخلت القبر السياسي اللبناني وأصدرت سفارتها بيانا محشوا بالمواد المفخخة لكن تحت غطاء الإرشاد الرسولي الذي يضنيه واقع الحال .
فأكدت دعمها للمراجعة القضائية العادلة والشفافية من دون أي تدخل سياسي.
ورأت أن أي محاولة لاستغلال حادث قبر شمون بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن ترفض
ويرتفع التدخل الى أعلى مراتبه عندما تلمح السفارة إلى تدخلها مع السلطات اللبنانية ومطالبتها بمعالجة هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة، من دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية لكن أي صلاحية لسفارة أجنبية في شأن لبناني داخلي؟ وهل تسمح أميركا لسفارة لبنان في واشنطن بأن تسطر بيانا كهذا لإرشاد السلطات الاميركية في كيفية تعاملها مع حادثي تكساس واوهايو الداخليتين ؟
وببيان السفارة الاميركية لم تبق جهة إلا وتدخلت في القضاء .. وانضم الاميركيون الى أصحاب القدرة والنفوذ من اللبنانين الذين ” ايدهن طايلة ” .
وتبعا لجدل الخوف من الوضع المالي الاقتصادي فإن حجم الإنفاق لم يصل الى حجم النفاق بين السياسيين ..
وكل يدعي طهارة الموقف .
وبالطهارة النيابية قرر مجلس النواب الادعاء على صاحب مبنى تاتش المهندس نبيل كرم لوصفه النواب بعبارة خدشت مكانتهم،
لكن المجلس كان ضنينا على سمعته من العبارات الناهقة .. ولم يبد الحرص عينه على المال العام المنهوب ..
الذي تكشف الجديد اليوم مزيدا من فصوله حيال مبنى تاتش.