Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاربعاء 09/10/2019

رياح تشرين التركية هبت على الشمال السوري وببرودة أعصاب عسكرية روسية سورية إيرانية وبنأي نفس أميركي متوافق عليه، كان رجب طيب أردوغان يطلق عملية سماها “نبع السلام” لكن مضمونها لا يعكس كنيتها وتهدف العملية العسكرية إلى إنشاء منطقة آمنة تمتد من نهر الفرات غربا -حيث مدينة جرابلس- حتى المالكية في أقصى الشمال الشرق عند مثلث الحدود التركية العراقية بعمق ثلاثين كيلومترا وعلى امتداد يقدر بنحو أربع مئة وستين،

وستقتصر المرحلة الاولى منها على المنطقة الممتدة من كوباني إلى تل أبيض في محافظة الرقة وإعادة مليون لاجئ على الأقل وإزالة ما وصفه أردوغان بالممر الإرهابي في الجنوب التركي، وتستند انقرة في حربها هذه على إبلاغ الدول الاعضاء في مجلس الأمن بالعملية والاستشارات السياسية التي أجراها الرئيس التركي مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في لقائهم الأخير، لكن مجلس الأمن سرعان ما دعا إلى جلسة طارئة لبحث الهجوم ممهلا العجلة الى يوم الخميس موعد الاجتماع حيث يكون سيد الحرب قد استطلع نيرانه وأبرق الى من يعنيهم الأمر، وهز العصا للأكراد وأعطى أردوغان سوريا العلم والخبر عبر مذكرة دبوماسية أرسلت الى القنصلية السورية في إسطنبول،

وكل هذه البلاغات تنبئ بأن العملية العسكرية التركية ستكون محدودة فالأميركي ترك الحصان التركي وحيدا والتركي كان يمني النفس بجيش أميركي انسحب مع صياح الديك فيما وقف الروسي مراقبا محدودية التوغل الذي لا يصل إلى مستوى الاحتلال الجامعة العربية، لم تغادر منطقة القلق الأوروبيون كانوا دعاة ضبط نفس أما السوري فوقف يتأمل الجميع وينتظر النهايات لكن بتسطير بيان دبلوماسي يثبت حرمة سوريا وسيادتها والتصدي للعدوان بكل الوسائل لكن لا الوسائل حاليا ستستخدم ولا الروسي والإيراني غاية في الاستياء ولا مجلس الامن على عجلة من أمره وهو يأخذ عدوى قضاء العجلة اللبناني، أما مجلس الجامعة العربية فإنه “بالكاد” سجل موقفا لزوم إثبات الحضور وأصدق موقف في حفلة الجنون الإقليمية الدولية كان لأكثر الزعماء جنونا دونالد ترامب الذي كان شفافا في اعترافات خطيرة عندما قال اليوم: إن توغل أميركا في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة وقد اتخذ بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وتمثلت في وجود أسلحة دمار شامل في المنطقة وقال آسفا إن بلاده أنفقت ثمانية تريليونات من الدولارات للقتال ولعب دور الشرطي لكن هذه الاعترافات لن تسد شهية ترامب في تعويض التريلوينات وإلزام دول المنطقة ولاسيما الخليج في دفعها وعلى حسابات “الدكنجية” اللبنانية تستمر مناقشة الأرقام وسط انتظار لما سيهب من ودائع إماراتية لم تتضح محفظتها بعد فيما هلت طلائع الوافدين عبر مطار بيروت بعد قرار رفع الحظر عن سفر الإمارتيين إلى لبنان.

أما في وعود الإصلاحات وضرب الفساد فلم تظهر أي “ضربة” تعلم في الإدارات اللبنانية وبدا أن الجديد وحدها تخوض هذه المعركة وفي ظرف أيام قليلة سقط من لائحة الفساد مختار في الجنوب صريع البيوعات الوهمية للمشاعات وأطاحت التحقيقات الاستقصائية فضيحة تلزيم الكنس والجمع في قضاء النبطية .