IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 30/10/2019

من العهد القوي الى سعد الدين الحريري القوي.. الرئيس المستقيل والحاكم في آن.. متربعا على ركيزتين هما: شعب لم يقطع الصلة بالشارع.. وحاجة السياسيين إلى الحريري تحديدا من دون وكلائه أو ممثلين عنه في الحكومة، فبعد ثلاثة عشر نهارا ثورة جلس الحريري على مقعد لويس الرابع عشر.. وهو العارف أنها دامت إليه ولن تؤول لغيره، وأنها مع أموال سيدر ستدفع المرجعيات صوبه وأول المستطلعين كان نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، رجل التيارين فهو يمثل رئيس الجمهورية وضنين على رئيس مجلس النواب وبكلامه العصي على الترجمة، وجد الفرزلي أن الرئيس الحريري هو أحد أعمدة وحدة الوطن وصمام أمانه ماليا ونقديا واستكشف ميزاته في الحفاظ على العيش المشترك وبناء على مقادير الفرزلي ومعاييره فإنه لا مشكلة اليوم في حكومة تكنوقراط أو حكومة تكنو سياسية أو سياسية، وهذا يصبح تفصيلا لكن الرئاسة الأولى لم تكن قد خرجت من حال الصدمة بعد فعنصر المفأجاه دفعها الى إصدار مراسيمها بالتقسيط.. وهي طلبت الى الحكومة تصريف الأعمال من دون إصدار بيان آخر يحدد وجهة الاستشارات الملزمة وقال مصدر على صلة للجديد إن الأمور أزالت اليوم حملا كان على كاهل الرئاسة ورأى المصدر المطلع عن قرب أن الشراكة الرئاسية عندما سويت إنما تمت بين الحريري وجبران باسيل..

وأن هناك وحدة مسار ومصير تستوجب التلازم وفي بيت الوسط كانت مصادر الحريري تؤكد أن ما قبل الاستقالة ليس كما بعدها وأن العودة ستكون مشروطة حيث لا يمكن أن يفرض عليه أي طرف سياسي أي موقف أو توجه سياسي وسيكون هناك وقع لصوت الشارع في المرحلة المقبلة و”عرف الحريري مكانه فتدلل”.. فحزب الله وإن سبر أغوار الأسماء البديلة.. فسيختار الأصل لا التقليد لاسيما بعدما تقدم الثلاثي السنيورة سلام ميقاتي بعروض رئاسية يوم أمس وظهروا في اجتماع يحمل شعار “شوفيني يا منيرة” ولسان حال الحريري تجاه هذه العروض يقول “تفضلوا إن كنتم تريدون البديل عني.. فهذه نسخ غير منقحة” لكن ليلة القبض على الشارع أمنيا سرعت في قرار الاستقالة ودفعت الحريري الى “بق البحصة” بمعدل ثلاثة عشر يوما فساعات الاستقالة سبقتها غوغائية افتعلها مناصرو أمل وحزب الله وخاضوا غزوات عجز الجيش والقوى الأمنية عن ضبطها ولم تعلن الجهات المتهمة نفض يدها من شبيحة الشارع في الرينغ وساحة الشهداء إنما ذهب النائب علي عمار إلى إلقاء الملامة على الجيش عوضا من شكره على ما تحمله من عصبيات نافرة وفائرة ولحظة الاستقالة إنما حسمتها مشاهد العنف في الشارع التي قد تودي بالبلاد إلى قتال تصيب عدواه كل المناطق أما التهديد الأخطر الذي سرع في ورقة الاستقالة فجاء من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.. سواء بالتصريح إلى الـCNN أو لاحقا بالتوضيح الى روتيرز وهو أعطى في كلا الموقفين رأيا سلبيا في الوضع النقدي المالي وحذر من الانهيار على بعد ايام وللايام الآتية.. مدارس تفتح أبوابها غدا.. مصارف يوم الجمعة.. مع فتح طرقات ثم اعادة إغلاق مساء.