IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

محمولا على 2341 صوتا انتزع ملحم خلف عضوية ثائر في نادي نقباء المحامين، في أم الشرائع. ملحم خلف السلطة وهزم أحزابا سقطت على قوس محكمة في معقل الحريات في نقابة المحامين.

اقتحمت الأحزاب مركز النقابة، دعمت مرشحين، ولما وجدتهم آيلين للسقوط تقدمت باستئناف سياسي، وتسلقت المستقلين. أحزاب وتيارات وقوى سلطة تخوض حروب إلغاء سياسية خارج القاعة، لكنها اتفقت على ثورة نبت عشبها عند بوابات نقابة حرة، فقررت الاتحاد لهزيمة المرشح ملحم خلف. ورقصت الأحزاب كالطير مذبوحة من ألم ثورة، فانسحب “التيار الوطني” باكرا من معركة بدت خاسرة، لتترك “القوات” في المواجهة بدعم من “المستقبل” و”الاشتراكي”.

فاز خلف بفارق كبير عن منافسه بيار حنا المدعوم من ثلاثية مركزية. أما المرشح ناضر كسبار فقد تقدم إلى المعركة مستقلا، لكنه سرعان ما وجد أن بوسطة أحزاب قد خطفته على متنها فلاقت حتفها. وصدحت للمرة الأولى في قاعة النقابة أصوات الثورة.

ومنح انتصار ملحم خلف فرحا وعطاء لشوارع وساحات أيقنت أن تعبها لن يتم تأجيل جلساته، وأنها ربحت أولى الدفوع الشكلية في الطريق إلى رفع الدعوى على سلطة مجرمة. وهذه السلطة ستلجأ اليوم إلى التمييز، لكنها وجدت أنها قد واجهت داخل أحزابها عناصر شبابية اعترضت على القرار الملزم، وأخذت حكما مبرما.

أما الطعن السياسي خارج القاعة، فهو أسوأ عمليات الاحتيال والنصب بين المكونات الضالعة في تسيير شؤون البلاد. ففي يوم واحد ثلاثة بيانات، الواحد يطعن بالآخر. وخرجت الأمور عن صيغة التسريبات، ليعلن كل طرف اتهام خصمه بالمباشر. فالرئيس سعد الحريري، وبعد “فض” عروض الصفدي، أعلن أن الوزير جبران باسيل هو من كان قد اقترحه ولمرتين، بعدما كانت اقتراحات الحريري بأسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، وقد قوبلت بالرفض المتكرر. وقال مكتب الحريري إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها “التيار الوطني الحر”، هي سياسة غير مسؤولة، وهو لو قام بمراجعة حقيقية، لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية، ومحاولاته المتكررة للتسلل إلى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا.

على هذا الاتهام، رد “التيار الوطني الحر” بأن سياسة الرئيس الحريري لم تعد تقوم فقط على مبدأ “أنا أو لا أحد” على رأس الحكومة، بل زاد عليها مبدأ آخر وهو “أنا ولا أحد غيري” في الحكومة، وذلك بدليل إصراره على أن يترأس هو حكومة الاختصاصيين. والغمزة الأبرز ل”التيار” ضد الحريري جاءت في تبويبه للفوضى، إذ قال: إن ما يهم “التيار الوطني الحر” في النهاية هو قيام حكومة قادرة على وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد، والتي يعلم دولة الرئيس الحريري تماما من وكيف يحضر لها وعليه تفاديها. وإذ أعطى “التيار” للمرشح الصفدي صفة “الشاهد”، كان بيان مرشح اليومين يتهم الحريري بأنه لم يف بوعود قطعها.

وعلى مؤشر الهبوط في الحرارة السياسية إلى درجة انعدام الرؤيا، لم يبق أمام الرئيس المستقيل إلا المبادرة إلى مهمة إنقاذية، البيانات وراءه والبلاد تنهار أمامه، كذب من كذب واحتال من احتال، ورئيس الجمهورية بات رئيسا مع وقف التنفيذ. وغدا يوم آخر لا يحتمل مزيدا من المناكفات، فاخرجوا من حروب البيانات إلى حل ينقذ وطنا أسأتم إليه بأنفسكم.