Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 04/12/2019

عن ستة شهداء وتسعة وأربعين يوما من الثورة ولدت الاستشارات النيابية الملزمة وحددت بعبدا يوم الاثنين موعدا لها بتأخير شهرين عن الاستقالة ومواعيد القصر مسيرة على توقيت من سيفتتحها.

فالرئيس سعد الحريري سيكون أول المكتتبين في مناقصة المهندس سمير الخطيب، وفي حال تبناه الحريري ومن بعده رؤساء الحكومات السابقون وكتلة المستقبل يجري عندئذ فض العروض السياسية، وقياسا على أسعار اليوم، فإن اسم الخطيب لم يكن قد احترق كليا، لكنه وضع على آلة “الشواء”، وبعض من ساهم في الطهو الرؤساء: نجيب ميقاتي تمام سلام وفؤاد السنيورة، الذين خرجوا بالبلاغ رقم اثنين، جلدوا فيه أي مرشح لرئاسة الحكومة يخضع للجنة فاحصة غير مؤهلة ولا مخولة دستوري، ويساهم في إضعاف وضرب موقع رئيس مجلس الوزراء.

وكان الرئيس نجيب ميقاتي أكثر وضوحا من البيان عندما قال للجديد في الوقت الراهن ليس هناك أكثر من الحريري قدرة على تحمل هذا الحمل من أجل لبنان وسلامته ومع وقوف الثلاثية السنية إلى جانب مرجعية الحريري، وعدم إعلان دار الفتوى يوم العيد الحكومي إلى الساعة فإن استشارات الاثنين ستتكئ على المستقبل وخياره في التسمية، فيما يجري الرئيس المستقيل هذا المساء جولة مشاورات أخرى مع الخطيب المهندس الذي تصدعت آذانه في الليلة الماضية من اتهامات طاولت مسامع شركاته لكنه على الأرجح ماض في التشاور متجاوزا جرح المشاعر السياسية والاقتصادية في سبيل نيل لقب “صاحب الدولة”.

لكن الدولة الآتي إليها، باتت تحت الأنقاض ، ناسها عادوا الى الشوارع، مواطنوها على أبواب المصارف بتقنين قاس، بعض شبابها يختار الانتحار بعد وقوعه تحت العجز، وعلى النبعة سن الفيل آخر المآسي، حيث يترك داني أبي حيدر دماءه على الأرض العطشى للدولة، يخيل إلى أبيه أن ابنه ذاهب الى الصيد قبل أن تحتضن الام أحمر ولدها، وتتنشق روحه المرمية على أسفلت الفقراء.

رحل داني، أعلنت الاستشارات، اقفل تقاطع الرينغ من جديد، واسم رئيس الحكومة قادم على وطن يحتضر.