هو يوم السرقات العالمية، سبعة وستون نهارا من ثورة بلا لون ولا طائفة، احتجزت ساحاتها اليوم لمناصري “المستقبل”، أما الحوار مع الرئيس المكلف حسان دياب، فقد سرق من حراك لم يتحرك، من مجموعات وقفت على بابه تفاوض على ساحات هي ملك الناس.
هي مواسم الخطف “عالمكشوف”، ومصادرة تعب ثورة فاقت الشهرين نهارا بليل، لتستفيق على أحد لا يعلم عنه أحد، على متظاهرين هبوا أفواجا من الشمال، ووافتهم الجموع من البقاع الغربي وبيروت، ليستقروا في ساحة الشهداء مناصرين مبايعين لسعد الحريري.
من كان يشغل الشهداء ورياض الصلح من متظاهرين يحملون وجعهم على كفهم، كانوا اليوم في حال غرابة، تعرفوا على رفاق لهم في النضال حضروا للتو فقط لنصرة الرئيس، رافضين رؤية غيره في السرايا الحكومية.
جمعتهم باصات الشمال وتخطوا حاجز المدفون، واندفعوا إلى وسط بيروت من قلب مناطق بيروت، وهذه المرة لم يطلب الحريري إليهم العودة إلى منازلهم، لا بل إنهم تزودوا بنصيحته يوم أمس عندما لم يعترض على التحرك السلمي، وإلى تاريخه فإن حراكهم لا يزال سلميا، لكنه يشكل ثورة على الرئيس المكلف، وقد كلفوا القيام بها من زعيم تيار “المستقبل”، وإلا لكان أصدر بيان الاستقلال عن هذا الحراك. وعنوان هذا التحرك: “الشعب يريد عودة سعد”.
لكن لماذا لا يدير الحريري هذه المعركة بنفسه؟، لماذا يدفع بناسه وقودا إلى الشوارع، وهو الذي لم يستطع أن يدفع لهم أموالا ومستحقات. والحريري الذي ابتلاه الله بنائبات ونواب ينصح بهم للأيام الصعبة، وصلت تغريداتهم إلى الجيش اللبناني، فأقدمت ديما جمالي على نشر إبداعات جديدة، تعزز فيها صلة الوصل مع باصات المدفون التي كانت لها اشكالات مع الجيش اللبناني.
سعد يتقدم في الشارع، والرئيس المكلف حسان دياب يتأخر في الاستقبال، فيجري “صبحية” مع مسؤولين في الحراك، وبعضهم انتحل صفة، وإذا ما استكمل هذه اللقاءات فإنه سيتبرع بشق الشارع، في وقت أن وظيفته عدم التفاوض، وتقديم حكومة تتمتع بنظافة الكف، ولا تحمل وجوها سبق وأن اختبرها اللبنانيون.