IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 28/12/2019

بالليزر ذي الالشعاع الأزرق، أضاءت الاحتجاجات منزل الرئيس حسان دياب. لكن الرجل المكلف لا يعمل تحت الضوء، ولم تعطله ذبذبات الرئيس سعد الحريري، واشعاعاته ما فوق البنفسجية.

وإذا كان اللون الحكومي يخضع حاليا لإعادة التنسيق مع قوى سياسية، فإن المعلومات تشير إلى أسماء لم تخرج من دائرة الاختصاص، وإن كانت من ترشيح سياسي. أما مواعيد الإقلاع، فتؤكد مصادر تلة الخياط، أنها ستكون في الأيام العشرة الأولى لعام 2020. ويبدو أن عطلا غير تقني سوف يطرأ على التشكيلة، وذلك لاختبار قوة دفع الحريري في الشارع، واجراء امتحان ميداني واستفتاء قدرته على تحريك الأرض. وإذا ما نجح زعيم “المستقبل” في تأدية مراسم التوتير، فإنه سيعود منتصرا، لكنه حتما لن يأخذ بالثأر، ليس بسبب قلبه الكبير، إنما لأنه لم يسبق له أن ثأر حتى من الذين خطفوه واحتجزوه وأهانوه ونكلوا من خلاله بموقع رئاسة الحكومة.

تحت مناخ ضاغط، يتمدد الحريري على الأرض من طرابلس إلى بيروت، مستعينا بما توافر من قوى دخلت لمناصرة بدعة “الحريرية السياسية”، والمستقلة عن تيار “المستقبل” وكوادره وأفراده. وبموجب هذا الاختبار، فإن الحكومة قد تضطر إلى الانتظار لأخذ عينات من تربة الحريري الخصبة.

أما في تخصيب التأليف، فإن حسان دياب يعمل على خطي الأسماء الاختصاصية والثقة النيابية. وهو اخترق مناسبة الأعياد لاجراء اتصال استطلاعي برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، معايدا ومستكشفا. وكشف النائب في “القوات” بيار بو عاصي، أنه كان تأكيد لموقف “القوات اللبنانية” المتمسك بتأليف حكومة اختصاصيين مستقلين. وعن إعطاء الحكومة الثقة، قال بو عاصي “شروطنا واضحة لإعطاء الثقة، وهي حكومة اختصاصيين مستقلين لا اختصاصيين حزبيين”. وفي ترجمة عملية لهذا الموقف، أن “القوات” لن تمنح حكومة سياسيين الثقة بل اختصاصيين والعكس صحيح، وما بيصح إلا الصحيح، على حد المقولة الشهيرة لسمير جعجع.