يبدو أن هيئة الأركان السياسية لا تفهم إلا بخبطة أقدام الشارع فثلاثاء الغضب أعطى نتائج بوزن أربعاء التسريع الذي يليه خميس اللمسات الأخيرة على غداء يجمع الرئيس المكلف حسان دياب برئيس مجلس النواب ليكون نبيه بري آخر من “يقطفها” على جري العادة، وكلما اشتد غضب الشارع انتهت المهلة، وعلى ما هو مرسوم في خط سير التأليف فإن الإيجابية تصاعدت فجأة وأخمدت شروطا ومطالبات وفجورا سياسيا كان يستغل هدوء الثورة
وفي المعلومات أن دياب وبعد “توابل” مائدة بري سيكون على جاهزية التشكيل في حكومة من اختصاصيين ومستقلين، وهو انتهى من تثبيت أسمائها وحقائبها بعد أخذ العينات المخبرية في أهلية الاختصاص من جميع الشخصيات المؤهلة، وكل هذا الدخان الأبيض كان في أصله أسود في التعامل السياسي مع أزمة بحجم انهيار وطن، غير أن عودة الاحتجاجات إلى وهج تشرين أثمرت نتائج عملانية لكن تبقى العبرة في التنفيذ.
ومن مدخنة عين التينة تصاعدت علامات ” مية الراس ” بإعلان بري أمام النواب تفاؤله بقرب ولادة الحكومة، واستهجن رئيس المجلس ما سماه تدمير البلد من خلال ما جرى في شارع الحمرا ليل أمس قائلا “إن بيروت عاصمتنا جميعا وليست لاحد دون الاخر”. والآخر كان يمتمثل بالرئيس سعد الحريري سجل استياءا من هجمة تستهدف بيروت ودورها كعاصمة ومركز اقتصادي معني بأرزاق جميع اللبنانيين، وقال إذا كان المطلوب تكسير أسواق وأحياء في بيروت على صورة ما جرى في الحمرا، فإنني من موقعي السياسي والحكومي والنيابي، لن أقبل أن أكون شاهد زور على مهمات مشتبه فيها يمكن أن تأخذ كل البلد إلى الخراب
وفي معاينة لأجنحة المصارف المتكسرة اجتمع الحريري الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واطلع منه على أحوالها داخليا وخارجيا لناحية الأضرار، لكنه رأى أن ما حدث من تكسير بالشوارع مرفوض و”خلصنا بقى نحنا كتيار بمنازلنا حتى الآن سائلا: أين كان الجيش اللبناني؟ سؤال الحريري عن الجيش لم يبادله بتفسير عن القبضة الأمنية التي رفعتها قوى الأمن ليل أمس في وجه المتظاهرين بوصول القوة الضاربة في فرع المعلومات وتوقيف شبان وفتيات “على صحة السلامة” وبينهم فتيان ما دون السن القانونية. وقد أمضى الناشطون نهارهم بين المخافر والثكنات لمتابعة.