تبادل هدايا بين رئيس محاصر في انتخاباته الأميركية ورئيس آخر مطوق بفساد وضعه عند أبواب سجون إسرائيل ترامب ونتنياهو هاويا بيع المدن.. يرتفعان هذا المساء على سلم فلسطين لفتح ممر رئاسي آمن وعند السابعة بتوقيت القدس أطل ترامب ونتنياهو في احتفال البيعة بوصفهما أبوين غير شرعيين لأرض لا يملكانها.. لكنهما يتمتعان بمنصب وحيدي صفقة القرن والصفقة القرن اكتمل نصابها بشبه انهيار عربي وبواقع الإقليم المأزوم والمحاصر بالعقوبات وبالتهافت الوقح علنا على التطبيع السياسي والثقافي والاقتصادي مع العدو.
تأخر إعلان الصفقة الطعنة منذ عام الفين وسبعة عشر لكن إطلاقها اليوم هو هدية من ترامب لنفسه قبل الانتخابات الأميركية بالتزامن مع سوقه إلى محاكمة تاريخية، وهي أيضا هدية لنتنياهو قبيل الجولة الثالثة من الانتخابات وتجنبه أي ملاحقة قضائية تلتف حول عنقه السياسي، لكن فلسطين وحدها من سيتلقى الصفقة.. فهي تسقط حلمهم بدولة مستقلة عاصمتها القدس.. وتقضم ثلاثين في المئة من مساحة الضفة وثبتت إسرائيلية المدن والمستوطنات الكبرى التي تقطع أوصال طولكرم وجنين ونابلس ورام الله دولة من دون معابر حدودية مع الجوار ومنزوعة الجيش والسلاح، لكن عزة أهل غزة ونبض صبية الضفة تغلبا في السابق على كل الصفقات، هؤلاء حالوا دون سقوط فلسطينهم وقتلها في مؤامرات كامب ديفيد، وأوسلو وشرم الشيخ زعماؤهم وقياديوهم اغتيلوا واستشهدوا فلم تضل فلسطين طريقها.
ياسر عرفات مات مسموما ومعزولا في المقاطعة لأنه رفض التخلي عن أمتار قليلة من القدس القديمة في كامب ديفيد، وليس سهلا على أي قائد فلسطيني حالي أو مقبل أن يتجاوز الخط الأحمر من القدس الى حدود سبعة وستين، والخطر الداهم على الكرامة والسيادة والأرض أعاد رص صفوف الفلسطينيين، فعلى الرغم من الخلافات العميقة لكل من فتح وحماس والجهاد جاءت الدعوات إلى المواجهة بموقف موحد.. فهاتف اسماعيل هنية الرئيس محمود عباس واتفقا على توحيد الجهود وفي تهديد شبه واضح لعباس، قال ترامب خلال احتفال إعلان الخطة إن على الرئيس الفلسطيني أن يختار السلام وعندئذ تكون دول عديدة إلى جانبه وستدعمه والعبارة المعاكسة لهذا الموقف أن عباس لن يلقى أي دعم ما لم يلتحق بصفقة الرن التي أعدها ولد البيت الأبيض جاريد كوشنير في أوقات فراغه بتمويل يربو على خمسين مليار دولار.. تدفع من الجيوب العربية ومع صدور الطبعة الأولى من الصفقة بماذا سترد الدول العربية المعنية؟ مصر والأردن ولبنان على وجه التحديد.. وهل من ضغوط ومقايضات ورشوات مالية للقبول بصفقة اعتبرها الفلسطينون عار؟