Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 29/02/2020

العالم يحارب عدوا واحدا ومن دون سلاح، فكل أسلحة البشرية والصناعات العسكرية وتطوير رائحة البارود، انهزمت أمام عدو فتاك هو الكورونا المتسلل إلى أجساد ودول بلا تمييز. ورحلة هذا الوباء تستمر في حفر الصدور والطرق على رئة العالم الواهنة، يأخذ نفسا عميقا فيخلف وراءه ضحايا باتوا بالآلاف. هو المرض الذي ألغى الحدود بين الدول، وتطاير في الهواء وحشا لم يصطدم بعقاقير تضعه عند حده إلى الآن، وسط تجارب للقاحات محدودة النتائج.

وحصة لبنان من استيراد الكورونا ارتفعت اليوم إلى سبعة، مع تسجيل ثلاث حالات أخرى انضمت إلى مرضى مستشفى بيروت الحكومي. والحالات هي لأشخاص مخالطين مصابين سابقين، وكانوا موضوعين في الحجر الصحي، وهم حاليا في غرف العزل وحالتهم مستقرة، بحسب بيان وزارة الصحة التي أعلنت أن الوضع الوبائي في لبنان لا يزال في مرحلة الاحتواء لهذا الفيروس المستجد.

أما في إجراءت حظر الطيران من البلدان المنكوبة بالكورونا، فقد جاءت “مهلهلة” حيث تصل الطائرات تباعا من دون أوامر صارمة بتعليقها للحد من الاستنزاف. ففيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل، أنه تقرر وقف النقل للقادمين من بلدان الوباء جوا وبرا وبحرا، استمرت الرحلات من إيطاليا. وأوضح رئيس مطار بيروت فادي الحسن، في اتصال ب”الجديد”، أن القرار الذي اتخذ لا يعني أبدا وقف الرحلات، إنما يستهدف منع دخول القادمين من تلك البلدان، باستثناء اللبنانيين والأجانب المقيمين في لبنان.

وإذا كان الكورونا مرضا يبحث عن ضحاياه بين المدن، فإن وباء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفشى بين إدلب، وعلى حدود اليونان، في رسائل تركية إلى أوروبا التي يقلقها تسلل اللاجئنين. واليوم أتم أردوغان إنذار شباط، الشهر الذي أراده إنذارا لسوريا والعالم في إدلب، لكنه انتهى على حصاد من دماء ونزوح وسقوط.

وعلى خطى حليفه السابق، خصم اليوم، أحمد داود أوغلو، في معادلة “صفر مشكلات”، فقد بلغ أردوغان الصفر في كل اتجاه فهو: خسر خمسة وخمسين جنديا تركيا في شهر واحد، وقضى شهره على الهاتف مع بوتن وترامب وميركل وماكرون، من دون أن ينجح في ترتيب لقاء قمة مع أي من زعماء هذه الدول. وصفر المشكلات قاد أردوغان أيضا إلى خسارة السيطرة على أراض سورية استعادها النظام وراقبت حمايتها الدولة الروسية.

وفي شباطه البارد، خاض أردوغان حربا على روسيا وسوريا، فوجد نفسه وحيدا من دون دعم أميركي أو عربي أو أوروبي. وانتهى به الشهر إلى ليرة تركية بلغت أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر. ولما خسر الأرض وأصبحت نقاط المراقبة لديه مهددة بضربات الجيش السوري، استعاض عن الخسارة بضربة غدر أصابت حلفاء سوريا في إدلب، فتلقى “حزب الله” نبأ استشهاد تسعة من شبابه الذين انتشرت صورهم اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، رجال يغار منهم النهار.