IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 14/03/2020

أوروبا التي راكمت وهج التاريخ وسحره، استبد بها المرض وصارت بؤرة وباء. أوروبا صبية الكرة الأرضية، اليوم فقط أصبحت “القارة العجوز”، بتوسع الكورونا إلى أكثر من سبع وعشرين دولة من اتحادها. حاناتها الحلوة انطفأ بريقها. ايطاليا الحالمة غنت مذبوحة من الألم. برج إيفل انحنى مهزوما، فيما الفيروس يحتل مكانه في الارتفاع وفي توزيع انتشاره من دون تمييز بين مواطن ومسؤول، ولن يكون وزير البيئة الفرنسي نيكولا اولو آخر المصابين بكوفيد-19، من وسط ما يربو على مئة وخمسين ألفا في مئة وخمس وثلاثين دولة.

والخطر يكمن في تنكر الكورونا أحيانا بمظهر صحي متعاف، إذ تؤكد الدراسات أن هناك مصابين صامتين قد لا تظهر عليهم عوارض المرض، ما يرفع الحالات إلى اكثر مما هي عليه حاليا,

ولم يترك كورونا قارة تعتب على أخرى، فبعد استحكامه في أوروبا، ضرب في إفريقيا وانتشر في الساعات الماضية بين رواندا وناميبيا والسودان وموريتانيا وكينيا وإثيوبيا وغينيا وسوازيلاند سابقا، ليصل بذلك عدد الدول الإفريقية التي ظهر فيها المرض إلى اثنتين وعشرين.

لا كبير تحت سقفه، وبعد التقليل من أهميته، اضطر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء فحص كورونا، وهو الآن ينتظر النتائج. وقد أخضع كل المقربين إلى البيت الأبيض لهذا الفحص أيضا. فيما تعيش الولايات الأميركية بين حجر وعزل وحالات طوارئ.

وإعلان حال الطوارئ يقترب منه لبنان خطوة خطوة وبالتقسيط، حيث تتخذ الحكومة غدا تدابير جديدة متصلة بتطور فيروس كورونا، مع تسجيل وزارة الصحة اليوم خمس عشرة إصابة ليرتفع العدد إلى ثلاث وتسعين حالة. وسيتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بكلمة إلى اللبنانين في مستهل جلسة الغد، مسبوقا بخريطة طريق أعلنها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اليوم في مؤتمر “عن بعد”، وقال: نحن على شفير الوصول إلى تفشي الوباء، مع احتمال تخطي قدراتنا الطبية على العناية بالحالات الحرجة، لذلك يبدو أن لا مفر من قرار الحجر العام، أي حال الطوارئ، ولو كان موجعا لانقاذ أكبر قدر من الأرواح.