شيع رئيس مجلس النواب نبيه بري جثمان الهيركات طالبا قراءة الفاتحة عن روحه، كما جرى الترحم على الكابيتال كونترول من قبل لكن الضرب في الميت حرام، لأن هذين المشروعين ولدا بلا روح، وأحدهما أجهضه بري شخصيا وقيصريا على الرغم من تلقيحه من وزير المال غازي وزني، ومراسم دفن الهيركات أقيمت اليوم في عين التينة حيث أكد بري أن أموال المودعين هي قدس الأقداس، غير أن رئيس الحكومة حسان دياب لم يشأ تقبل التعازي في السرايا الحكومية، لا بل حول جلسة مجلس الوزراء الى جبهة دفاع، وقال إن حكومته تتعرض لحملة سياسية تحت عنوان رفض الهيركات، واتهم هذه الحملة باستدراجه الى سجالات لن يدخل فيها راهنا، وأعلن أنه سيرد لاحقا بطريقة علمية ومن دون استنفار العصبيات التي حاول البعض استخدامها سياسيا وهذا امر معيب جدا قائلا كفى لان اللبنانيين لم يعودوا يحتملون استخدامهم متاريس بشرية خدمة لمصالح بشرية
وإذا كان يحق لرئيس الحكومة الاحتفال بصموده في زمن الكورونا وتجاوزه حواجز السقوط والمراحل الصعبة اداريا وصحيا، فإن حرصه هذا وجب استكماله بحرص أكبر على رهن لبنان لصناديق ومؤسسات دولية وفقا للورقة الاقتصادية المقترحة .
فلبنان الذي يوزع ” فهما ” على العالم .. وكفاءاته منتشرة من بلدان عظمى الى جزر صغرى .. واطباؤه اليوم هم عناوين شفاء في دول الاغتراب .. ولبنان المختزن خبرات اقتصادية ومالية مع خبراء أرفع شأنا من شركات عالمية لم يكن في عوز الى إرشادات ” لازار ” التي جيرتنا الى صندوق النقد والبنك الدولي واعتبرتنا شعبا ومواطنين وخبراء وحكومة ووزراء لا نصلح لإدارة شؤون البلاد إلا إذا لجأنا إلى الاستدانة .
من حق دياب أن يرفض المتاريس السياسية ، لكن للناس عليه حق ايضا بأن يرفضوا تحويلهم الى عربة خاسرة تجرها مؤسسات خارجية، وهم باتوا اليوم اسرى التمويل والديون ، فيما لم تبدأ الحكومة لتاريخه طرق أبواب اموالهم المنهوبة أو وضع آلية لاستعادتها، فأي ورقة اقتصادية مستجدة ستكون معرضة للسقوط ما لم يسبقها استعادة المال المنهوب .
اما تبديد خوف اللبنانيين عبر اقتراح انشاء صندوق سيادي لادارة املاك الدولة ودعوة المودعين الى المساهمة به فهو ” من تحت الدلفة لتحت المزارب “، لأن الصندوق السيادي سيتألف من حرامية البلد ونكون قد ” وكللنا القرد بنعف الطحين ” .. فهم حكموا وسرقوا .. ثم انشأوا صندوقا سياديا وترأسوا مجلس ادارته وعضويته وتقاسموه وتحاصصوه ثم استولوا على امواله بالمعجل المكرر .
وبموجب ما تقدم فإن الخدمات التي قدمتها ” لازار ” وجب ادخالها ايضا في مراسم دفن الموتى .. والصندوق السيادي في عداد المفقودين .. اما اعادة احياء الاموال في المصارف فلن تكون الا عبر المصارف نفسها .. والطلب اليها من حاكم البنك المركزي زيادة رأسمالها مرة جديدة لعشرين او ثلاثين في المئة اضافية وعندها.
تتزود السوق بنحو ستة مليارات دولار يضاف اليها المليارات الاربعة السابقة معطوفة على نحو مليار من اموال المودعين التي عادت الى البنوك .. لنصبح امام رقم احد عشر مليارا وهو يساوي سيدر بأمه وابيه .