انحسار تدريجي للكورونا حول العالم، وانحباس حراري نيابي حول قصر الأونيسكو، اعتبارا من الغد وحتى ثلاثة أيام، حيث يعقد النازحون النيابيون جلسة عامة، هي الأولى للبرلمان لاعبا على خارج أرضه منذ عام 2000 في احتفالية بنت جبيل.
ستة وستون بندا سترقص على مسرح قصر المؤتمرات، ويقدم النواب فيها وصلات شعبية بقوانين من وحي المرحلة. واستعدادا “للشغل النظيف” جرت اليوم عمليات تعقيم شاملة لمحيط ومقر المجلس الموقت، علما أن الأونيسكو وجب تعقيمه بعد انتهاء الجلسة لا قبلها.
وإذ تحضر أدوات الوقاية الصحية، فإن مشاريع القوانين غاب عنها كل ما يتصل باستعادة الأموال المنهوبة. وحيالها قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ان لا حل إنقاذيا لا تكون بدايته استعادة الأموال المسروقة والمهربة إلى الخارج، والتي لن تحتاج إلى تحقيق لنتسلمها بل يمكن استعادتها بكبسة كمبيوتر. وتحدث باسيل عن مستند رسمي يكشف عن ستة مليارات دولار حولت بعد السابع عشر من تشرين، وعن حركة أموال خرجت في التاسع عشر من كانون الثاني الماضي من النظام المصرفي المالي، وقيمتها ثلاثة مليارات وسبعمئة مليون من فئة ودائع ما فوق مئة مليون دولار، وهذا يدل على مزاريب “تنشف” احتياطنا المالي و”مونتنا” النقدية. وقال باسيل إن التكتل بصدد تقديم إخبار إلى القضاء، ووضعه أمام مسؤولياته لإعادة الأموال المهربة إلى الخارج، والضالع فيها رؤساء مصارف وسياسيون.
وأبعد من تحرك تيار سياسي، بدا أن الحكومة في موقف المتفرج، غدا وقبله، على مسرحية إسقاطها من على خشبة مسارح سياسية عدة تكومت لهذا الهدف. وحتى تاريخه فإن الاداء الحكومي الناجح صحيا، لا يزال دون المعدل اقتصاديا وماليا وقضائيا واداريا، ويجلس رئيسها في الصفوف الخلفية مشاهدا ومصفقا لنفسه. لكن ترف الانتظار انتهى، ولم يعد يحتمل التشاور والدراسات والتنقيب والتمعن في التفكير، فيما الناس تبحث عن أموالها، عن وظائف فقدتها، تلاحق دولارا اعتلى سلما عاليا دفعة واحدة وصار بعيد المنال “متل جبال الما بتنطال”.
هذا الواقع أججح تحركا من جديد، وان اتسمت بعض شوارعه بالسياسية، وإن اقتنص المعارضون اللحظة لينقضوا على الحكومة. فماذ ينتظر دياب بعد؟، الوقوف عند رضى أهل السياسة انتهى، والمعارضة أصبحت موجوعة خارج سلطة كانت تسترزق منها، وسوف تدخل من هذا الموقع لتزرع الألغام في طريق الحكومة تمهيدا لتفجيرها. فلماذا لا يبدأ دياب خطة هجوم عوضا عن البقاء مترنحا عند خطوط الدفاع؟. وهذه المرة جاءت ارشادات وئام وهاب في محلها، عندما توجه إلى دياب قائلا: دولة الرئيس الكف الي بتوفروا بيجي برقبتك.
الوقت انتهى، من ورائك حملة سياسيين تسعى إلى اقتلاعك، وأمامك ثورة تشرين.