Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 09/09/2018

دكتور بالأمس وحكيم اليوم لبلد مريض، العلاج غير متوافر والداء يتحول إلى حالة مستعصية، لكن واقعنا بحسب توصيف سمير جعجع غير ميؤوس منه، والمطلوب بموجب وصفة الحكيم مبادرة رئيس الجمهورية إلى إنقاذ عهده بيده، بدءا من تأليف الحكومة الجديدة، وان يشهد للحق ويلجم طمع البعض وينقذ التسوية الرئاسية الكبرى المهددة في الوقت الراهن.

وقال جعجع أن ليس هناك أي مبرر للتأخر في تأليف الحكومة، سوى العرقلة التي يقوم بها من يفترض بهم ان يكونوا الأكثر اهتماما بنجاح العهد، وليس صحيحا أن هناك عوامل خارجية تعرقل التأليف. ونفى جعجع كذلك وجود حرب صلاحيات دائرة والصحيح الوحيد هو أن هناك بعض المتمترسين بالعهد، ويحاولون من جهة تقليص تمثيل “القوات” وغيرها، ومن جهة ثانية وضع اليد على أكبر عدد ممكن من الوزارات بشكل غير منطقي، وهذا كله بحجة “حصة الرئيس”.

وتوجه جعجع إلى الاخوان في “حزب الله”، وناشدهم العودة الى لبنان و”بتلاقونا ناطرينكن”، داعيا إلى تطبيق مبدأ النأي بالنفس، ورافضا التطبيع مع سوريا. واستسهل رئيس “القوات” بملفات على حجم النازحين، ومعبر نصيب الذي يمكن ان يفتتح لوحده ويسير الخط التجاري مع لبنان من دون كلام رسمي مع سوريا. وسأل: إذا فتح معبر نصيب أين المشكلة في عبور الشاحنات اللبنانية للأراضي السورية كالعادة، ومن دون أن نتدخل نحن بكل ما يجري في سوريا اليوم؟.

هو خطاب لا يقرأ الواقع في فرعه السوري، فالنأي بالنفس يتحول إلى قطع أنفاس متى استدرج الضرر على لبنان، هو انتحار للنفس إذا تجاهل لبنان واقع معبر نصيب وانعكاسه على الاقتصاد، وظل يوفد النازحين إلى بلادهم “بالقطارة”، وأدار ظهره عن اعادة اعمار سوريا، ونأى بنفسه عن السياحة والصناعة وجنى سوريا القادم.

وقبل ان يسدي جعجع النصيحة للاخوان في “حزب الله” بالعودة إلى الوطن، فليقدم هو أولا المثال على مصلحة لبنان العليا، والتي لا تحيا مقطوعة النفس معزولة عن جارتها ومعابرها البرية، فالعبور إلى الدولة يستلزم حدودا، وحدودنا سوريا بوابة الشرق.