IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 10/05/2020

من بين تظاهرات الدراجات النارية في بيروت تأييدا لسعد الحريري، شق السفير السعودي وليد البخاري موكبه الديبلوماسي نحو “بيت الوسط”، مثبتا بالوجه الشرعي أن المملكة لا تقف خلف الحركة التصحيحية لبهاء الدين الحريري، وأن ظهوره “البياني” لم يكن برعايتها.

وفي تغريدة رئيس الحكومة السابق، أن البحث مع السفير البخاري تناول المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. أما مصادر السفارة فقالت إن هدف الزيارة هو قطع الطريق على أي محاولة لزرع الفتنة داخل الصف الواحد، معتبرة أن كل ما جرى في اليومين الماضيين لا قيمة له لا سياسيا ولا إعلاميا ولا عمليا. وربطت المصادر الزيارة بدعم استقرار لبنان وازدهاره، والتأكيد على أهمية دور السعودية تجاهه.

وللمملكة حقوق الملكية ضمن أبناء العائلة الواحدة، ولها أن تهرع إلى مبايعة سعد، وترفع عنها تهمة دعم الإبن البكر. لكن ما دخل “العلاقات الثنائية بين البلدين” في الأمر؟، ولماذا يبحثها سفير مع رئيس حكومة سابق؟. ففي ضربة بحث عن استقبالات رئيس الحكومة حسان دياب، منذ تأليفها قبل أربعة أشهر إلى اليوم، لم يعثر على زيارة واحدة قام بها السفير السعودي إلى رئيس حكومة لبنان لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. ولم يسجل أي اتصال هاتفي بين الطرفين، وإن على سبيل التهنئة ديبلوماسيا. فكيف ناقش البخاري والحريري ازدهار لبنان ودعمه واستقراره؟، وأين سيصب هذا الدعم ما لم يمر في أطره وقنواته المؤسساتية؟.

كان للسفير البخاري أن يصرح علنا أنه جاء إلى “بيت الوسط”، لدعم واستقرار وازدهار سعد على بهاء، وأنه ضد الاغتيال السياسي بين الأشقاء، وانتهت الزيارة هنا. أما بيعنا أوهام الازدهار، فهو ما لا ينقص اللبنانيين، لأنهم مازالوا ينعمون بوعود “ازدهارات” سابقة من الحريري نفسه، لم يتحقق منها شيء، وأقل واحدة منها تربو على تسعمئة ألف وظيفة.

وللبنانيين همومهم، فهم يستعدون لعودة الوباء وليس البهاء، حيث يكفيهم أنهم سوف يستأنفون الحجر والإغلاق والتعبئة والرجوع إلى تقنين ساعات التجوال، بعدما عاود الكورونا انتشاره بفعل الإهمال والاختلاط مع المغتربين العائدين.

وإذا كانت أجراس الكنائس قد قرعت اليوم من جديد، فإن أجراس الداخلية ووزارة الصحة كانتا أكثر تحذيرا من خطر انتشار الكورونا، بعد تسجيل ست وثلاثين حالة جديدة في الساعات الماضية.

أما الساعات السياسية المقبلة، فلن تكون أقل انتشارا لفايروس الخلافات على أنواعها: “عونية”- “قوات”، “عونية”- “مردة”، لاسيما على جبهة المشتقات النفطية. وعلى برميل فيول متفجر يعقد رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مؤتمرا صحافيا غدا في بنشعي. وفي حركة المناقلات القضائية التي سبقت هذا المؤتمر، كثير من الأحداث والوقائع، وبعضها بمستندات ووئائق، فيما بقيت “المردة” على كلمتها لناحية عدم تسليم المشتبه فيهم، لا بل وتقديم الحماية السياسية لهم، فالقاضية غادة عون وجهت كتابا لكشف الحركة المصرفية لحميد كريدي المتواري خارج لبنان، القاضي نقولا منصور أوقف ناشطة قريبة من “التيار الوطني” في ملف المشتقات النفطية. وسابقا لم يرحم قضاء “التيار” نواب “التيار” وظن بالنائب ميشال الضاهر.

أما على جبهة “القوات”، فإن النائب أنطوان حبشي قدم دفوعه النفطية بالمستندات، ورد عليه النائب سيزار أبي خليل باستهزاء من دون وقائع. ما دفع الوزير السابق غسان حاصباني إلى توصيف هذا السجال على أنه “لعب ولاد”.

لكن وسط كل هذه الحرب على مسؤولية الفيول المغشوش، ظل فرنجية خارج القضاء، رافضا مثول سركسيس حليس أمام قضاة “عونيين”، لنبقى أمام دولة ترفع الحمايات الطائفية والسياسية فوق رؤوس موظفين، على القضاء وحده الفصل بارتكابتهم.