IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 06/06/2020

لم يكتمل مشهد السبت الأبيض، حتى عالجته قوى مسلحة بقدسية السلاح، فانتهى السبت إلى شغب ومطاردات وحالات تكسير لأملاك عامة وخاصة، ووقوع جرحى في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية على حد سواء.

وال 6/6 بدأ بروح السابع عشر من تشرين وشعاراتها ومطالبها العصية على التنفيذ، حيث كان المتظاهرون يعرضون معاناتهم مع سلطتين: سابقة نهبت، وحالية لم تقلع بعد. وتسنى للناس قول ما في حنجرتها من حالات غضب وحنق على أموال هدرت، مصارف احتجزت، قضاء يشتبك مع قضاء، ومرسوم تشكيلات يضيع عند منتصف الطرق الرئاسية.

لكن وقبل استكمال رفع الصوت، وصلت أصوات غائرة حائرة تندب حدثا لم يحدث، وتطلق شعارات الحفاظ على سلاح محفوظ وليس موضع نقاش. ومن قلب التظاهر رفع ناشطون مطلب تطبيق القرار 1559، غير أن هؤلاء لم يتعدوا “كرتونتهم” المرفوعة، ولم يكونوا مقررين وليسوا أكثر من زوبعة بلا فنجان، إذ إن جميع المكونات السياسية في لبنان هي على يقين أن مسألة بحجم نزع سلاح “حزب الله” لا تطرح في ساحة تظاهر، وأن القرار رقم 1559 ولدى صدوره قبل خمسة عشر عاما، وضعه لبنان على أبعد رفوفه السياسية، لأنه صدر من دون استشارة الدولة اللبنانية، بحسب كلام للرئيس حسين الحسيني في أيلول عام 2004.

واليوم وبعد خروج سوريا من لبنان، وإحداث “حزب الله” معادلة توزان الرعب في سلاحه مع العدو الإسرائيلي، فإن كل المطالب بتطبيق هذا القرار أصبحت على طاولات أخرى وليس في شوارع التظاهر التي لها ناسها ومطالبها. حتى إن رئيسي حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحزب “الكتائب” سامي الجميل، أدليا اليوم بمواقف متقدمة تستحق كل ثناء لإبعادهما ملف السلاح عن شارع له عناوينه المحقة.

وقال جعجع إن الأهداف التي تحرك الشعب اللبناني برمته من أجلها، من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بحره إلى سهله، هي أهداف معيشية إصلاحية. لذلك، من المهم جدا التزام هذه الأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها وعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى إحباط الحراك. فيما رأى الجميل أن موقف حزب “الكتائب” من “حزب الله” معروف وبالنسبة لنا الساحة اليوم للأمور المشتركة وليست للأمور الاختلافية بين الناس، وأن مشاركتنا في التظاهر هي لاستكمال كل ما أنجز منذ السابع عشر من تشرين.

وبانسحاب “القوات” و”الكتائب” من مطلب نزع السلاح مرحليا، وانتزاع هذا الملف من قلب تظاهرات محقة، فإن الجبهة اقتصرت على اللواء أشرف ريفي الذي كشف عن تنسيق مع “الأخ” بهاء الحريري، لكن ريفي لا يلوي على صندوقة انتخابية وليس صندوق سلاح. فيما الحريري الثاني الكبير لا يزال في طور النمو، ويبحث عن سلاح العودة إلى ساحات نسيت سحنته منذ واقعة “يا قوم” الشهيرة.

وعليه، فإن كل هذا الرعب اليوم لم يكن له رجال. وجاء على النيات ومن دون مسوغات وأسباب موجبة تدفع إلى الهلع والتخوف والاستنفار الذي اتخذ شكل العنف، من ساحة الشهداء إلى الواجهة البحرية، وصولا لاحقا إلى أحياء محور من زمن الحرب وهو الشياح- عين الرمانة، علما أن على ضفاف المنطقتين: خط جوع وحرمان مشترك.