الزعماء بخير ولا زالت المصالحات واللقاءات في ديارهم عامرة. عين التينة طوقت الفتنة من رأس الجبل إلى ساحل بيروت، اليوم وبعبدا ستطوق النزاعات السياسية في الخامس والعشرين من حزيران وعلى طريقها سيمشي رؤساء حاليون ورؤساء حكومات سابقون وقيادات ومسؤولو كتل نيابية وليس كل ما يعرف يقال لاسيما في طريقة الوصول إلى بعبدا، وما إذا كانت الزعامات سوف “تستقل” الموتسكيلات ومن دون تمويه وبوجوهها المكشوفة، وكل من بعبدا وعين التينة أصيب اليوم بداء التقارب السياسي فاجتمع الرئيس نبيه بري برئيس الحكومة السابق سعد الحريري وفندا الفتنة حتى قضيا عليها، فيما تولى مستشارو القصر تفنيد الدعوات الى اللقاء الوطني الإنقاذي المزمع عقده الاسبوع المقبل لكن هذه الدعوات ليست للجميع فالطاعنون في المعارضة لن تتاح لهم الصورة التذكارية، وعلم أن بري يعتزم دعوة أحدهم الخميس المقبل قبل أن تنتقل هذه الشخصية الى مائدة الرئيس الحريري في بيت الوسط.
حفلات جمع الشمل هذه تقوم على بلاد “فارطة” ودولار لم يسمع الكلمة السياسية وظل ساحبا في الأعالي مسجلا اليوم سوقا سوداء جديدة مرجحة لمزيد من الاستنزاف وصعود العملة الصعبة يوزايه خمول في الملاحقة الأمنية حيث لم يتحرك سوى المديرية العامة للأمن العام التي أعلنت أنه استنادا إلى مقررات اللجنة الوزارية المصغرة بدأ العمل بغرفة العمليات الخاصة المشتركة لمتابعة عمليات المضاربة على الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وعلى العملة وغيرها من العملات السياسية.
التقى الرئيس الحريري هذا المساء اللواء عباس ابراهيم في بيت الوسط في وقت بات استقرار الليرة وتثبيت سعر الصرف هما اليوم الهدف الموحد بين جميع شاغلي المواقع السياسية، وكل تصريح من زعيم أو وزير أو نائب أو محلل سياسي لا يخلو في هذه المرحلة من هذا المؤشر، واللافت أن تثبيت سعر الصرف هو جزء من النيران التي التهمت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي ألقيت الملامة عليه في أنه ثبتها على الألف والخمسمئة ليرة على مدى ثلاثة عقود، وإذا كان سلامة قد وجه بانتقاد قاسى على إدارة التثبيت فإن السياسيين على مر كل هذه السنوات وحتى تاريخه قد تفوقوا عليه في تثبيت الفشل وهم اليوم صنعوا الانهيار واليوم يصنعون لانفسهم ادورا بطولية في الثبيت هم يديرون الانهيار ولا يرقون إلى إدارة أزمة ومن علامات الازمة أن الجميع اليوم لا مكان آمنا له سوى الدفاع عن بيروت المدينة التي تدافع عن نفسها بحضارتها وتاريخها وعنفوان ناسها ولن تكون في عوز إلى شد عصب طائفي لنهضتها.
رؤساء حكومات سابقون كتل نيابية مشنوق معلق على حبال مذهبية وجميعهم أعلنوا التعبئة العامة لرد الضيم عن المدينة فيما بيروت منارة لبنان وعاصمته وهي لكل لبناني عاش فيها أم نشأ في أقاصي الوطن. و”شوارع المدينة مش لحدا لكل الناس” وانتخاباتها سواء أكانت البلدية أم النيابية تعطي صورة عن الشراكة في بيروت لكل المذاهب لا هوية واحدة لبيروت سوى أنها عاصمة للبحر والبيوت لصخرة كأنها وجه بحار قديم هذا في الرسم الهندسي التشاركي للمدينة اما في الرقم فإن نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة فتسجل أن النائب أمين شري قد حاز على اثنين وعشرين الفا وتسعمئة وواحدا وستين صوتا في مقابل عشرين الفا وسبعمئة وواحد وخمسين صوتا للحريري اي بفرق ما يربو على الفي صوت بيروت تتسع لطوائف ومذاهب وشرائع وتعايشها أرفع من أي صوت اقصى حاصله الفتنة