Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 30/06/2020

جلسة حكومية وكأنها أيقنت أن الريح تحتها أحاطت العواصف بالاجتماع الوزاري في بعبدا من كل زواية لكن من هم على رأس الطاولة احتفظوا بهدوء ليس وقته الآن.. وحافظوا على كلام عمومي لا يقدم للناس لا بل يؤخر وتمسك الرئيس حسان دياب بمنظومة اتهام الآخرين قائلا: من المؤسف أن بعض الناس يتمنون انهيار البلد اقتصاديا وماليا، ويعملون لمنع أي مساعدة عن لبنان. كما أنهم يحاولون تعطيل خطة افتتاح المطار غدا، ويروجون أخبارا كاذبة ورأى أن في دول أخرى تعرضت عملتها الوطنية لضغوط أمام الدولار الأميركي، تحدت الشعوب تلك الضغوط، وباعت الدولارات لتحمي عملتها الوطنية ووافاه الرئيس ميشال عون إلى المنية السياسية والمالية فتحدث من خارج كوكب الوطن فاستغرق في شرح التدقيق المالي لشركة خرجت من السرب اللبناني فيما أعلن وزير المال أنه لم يعد موافقا على التدقيق المركز لأنه يسرب معلومات إلى إسرائيل لكن رئيس الجمهورية أبدى إصرارا على تنفيذ التدقيق المحاسبي والمركز فأرجا بت الموضوع إلى الأسبوع المقبل بعدما طغى على نقاشات الجلسة ومن التدقيق المركز إلى المحاسبي إلى تبيان الأسباب الفعلية التي أدت إلى الحالة الراهنة والأرقام الدقيقة.. ومستوى الاحتياط المتوافر والخسائر المقدرة.. والخلافات في الأرقام بماذا أفدتم اللبنانيين الواقعين على دولار “مصورخ” لامس تسعة آلاف ليرة؟

أي قرارات اتخذتم تجنب الناس الشوارع الغاضبة؟ بالعين المجردة صفر إنتاج والأصوات الهالعة التي اندلعت من داخل الجلسة اليوم لن نستثمر فيها على أرض اقتصادية محروقة فما هذا الهراء الذي تتناقشون حوله وعليه.. معه وضده.. وأنتم لم تتمكنوا من اتخاذ قرار واحد يبعد عن المواطنين شبح القلة والجوع والإعصار الذي يهدد معيشتهم؟ ربما عكرت وزيرة الدفاع اليوم صفو الوزراء وأقلقت نومهم بهجوم يحفز على المواجهة الفعلية للواقع وقدمت نائب رئيس الحكومة زينة عكر اعتراضا على الأداء العام في مجلس الوزراء وطالبت باتخاذ إجراءات فورية وسريعة تواكب الانهيار على كل المستويات المعيشية وقالت في مداخلة لها امام مجلس الوزراء إن علينا واجبات يجب القيام بها، فصحيح أننا محاصرون.. لكن هذا لا يعني أن علينا الوقوف امام حائط مسدود طالبت عكر بحلول سياسية وليس بحلول تقنية فقط وبإصلاحات سواء بمساعدات أم من دونها وبإنهاء ملف المباني الحكومية المتسأجرة والمجالس والهيئات وقالت: علينا أن نمنع بكل قوتنا التنفيذية تحويل ودائع الناس في المصارف إلى أسهم.
لكن صوت وزيرة الدفاع لم يصل الى مسامع الحكومة الحاضرة أعلاه.. ولم تتخذ جلسة مجلس الوزراء أي قرارات مفيدة ما خلا تسجيل المواقف المتخذة صفة “جمع المؤنث السالم” فبعد عكر أعلنت وزيرة شؤون المهجرين غادة شريم أننا لا نملك كحومة ترف الوقت.. كرة النار التي سلمنا إياها ستحرقنا جميعا.. طالبنا باتخاذ خطوات عملية سريعة وإلا ما لزومنا وعن اسباب قضائية اعلنت وزيرة العدل ماري كلود نجم أنها لن تستقيل بل ستواجه وانتهت الجلسة على فض الإشكالات.. ووعود بالمعالجة لزمن ما عاد يملك القدرة على الانتظار فطمأننا الرئيس دياب على الورق الى أن تجاوزنا ازمة الارقام والخسائر ونبحث الان في كيفية توزيعها بالتواصل مع حاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي لايجاد سيناريو مناسب وقال ليس هدفنا تركيع القطاع المصرفي ولن يدفع المودعون الثمن لكن لتاريخه فإن هذا كله طواحين هواء والجلسة الوزارية المسبوقة باجتماع للمجلس الاعلى للدفاع لم تخرج عن صمتها.. في وقت أن المجلس الاعلى قرر عدم الدفاع عن حق لبنان في البلوك رقم تسعة.. وآثر التعاطي بالكورونا حصرا وتجديد التعبئة العامة.