IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 30/09/2018

معركتان للغد الأقوى، فالدولة ستبسط سلطتها الكهربائية على أصحاب المولدات، وتفرض نظام العدادات ولو بمؤازرة القوى الأمنية. والدولة نفسها ستستدعي سفراء العالم إلى وزارة الخارجية للرد على بنيامين نتانياهو وادعاءاته في ما خص مخازن الصواريخ، وقد أعد وزير الخارجية جبران باسيل لجولة على أحد المواقع بالقرب من مطار بيروت.

في وقت كان “حزب الله” قد التزم سياسة الصمت، حيث لن يمنح العدو الاسرائيلي أي تفصيل يؤكد أو ينفي معلوماته، لكون النفي يشكل معلومة بحد ذاتها لصناع الحرب، أما التأكيد فهو أمر بيد السيد حسن نصرالله وحده لا شركاء له. ومن هنا لعب “حزب الله” مع عدوه حربا نفسية أرادت اسرائيل ان تختبره بها.

وطالما ان نتنياهو قد شهد الأمم المتحدة على خريطة التهريج، فإن وزير الخارجية سيضع سفراء العالم شهودا على منطقة آمنة. أما مخابىء الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة، فهي تكون حيث يجب ان تكون، وما على اسرائيل سوى الاحتفاظ بقلقها الذي أحدثته معادلة توازن الرعب.

وفيما باسيل سيكشف على صواريخ غير مرئية، فإن وزير الاقتصاد رائد خوري أعلن التعبئة الكهربائية. هو ركب العداد السياسي- الأمني القوي، وينطلق غدا لمواجهة أصحاب المولدات، تؤازره وزارة الداخلية واللواء عماد عثمان، معلنا ان هيبة الدولة على المحك. والبلديات التي لن تتعاون ستكون معرضة للتشهير من قبل الوزارة.

وفي العداد الحكومي، فإن المولدات انطفأت، فيما صدرت من معراب أوامر بوقف اطلاق النار السياسي، إذ طلب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من مناصريه التوقف عن أي سجالات أو ردود، لأن أي تباين لا يحل عن طريق صب الزيت على النار.

وربطا ب”القوات” كشف النائب سامي فتفت ل”الجديد” عن عرض تقدم به الحريري يقضي بمنحها أربع وزارات، لكن “التيار” القوي رفض الطرح، وطالب الرئيس المكلف بالبدء مع “القوات” من ثلاث وزارات وليس أربع. ولما ابتعدت معراب عن “خيها القوي”، فإنها اقتربت من خصومها التاريخيين: تيار “المردة”، حيث كشف النائب جورج عدوان عن تطور سياسي في العلاقة بين “القوات” والوزير السابق سليمان فرنجية، لكن من دون ان تتوضح طبيعة هذه العلاقة، وما إذا كانت ستزيل آثار عدوان سابق وما يزال محفورا في وجدان عائلة فرنجية.

وبكلام لحفيد العائلة، أعلن طوني فرنجية ان كل من يزايد في العلاقة مع سوريا، فإنهم يفتحون معها علاقات من تحت الطاولة، قائلا لهم “اخرجوها إلى فوق الطاولة”.

ومن فوق لتحت، وبكامل صحتهما البدنية والسياسية، تعانق كل من وزيري خارجية البحرين وسوريا على مرأى الأمم المتحدة. فعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، تصافح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مع نظيره السوري وليد المعلم، وتبادلا القبل والابتسامات، في مشهد غير متوقع من دولة قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع سوريا.

الحب في حضرة الأمم، ما هو سوى ترجمة بالقبل لواقع متغير يأخذ سوريا إلى حقبة جديدة. وإذا كان معبر نصيب سيتم افتتاحه في العاشر من الجاري، فإن وزير خارجية البحرين قد افتتح المعابر السياسية بين سوريا ودول دعمت الحرب وغذتها.