IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 06/10/2018

يدخل أهل التأليف في عصف فكري جمعا وطرحا للحسابات الرقمية والسياسية على حد سواء، في وقت برزت دعوة جنبلاط إلى دراسة معمقة لما طرحه باسيل، من دون إغفال أهمية طروح الحريري وقلق بري والقلق المكرر ل”الاشتراكي” أحاط زعيم الجبل بالهواجس من أطراف ثلاثة، لكنه لم يتوقف عند قلق معراب.

ومن سفوح الجبل، كان النائب جورج عدوان يعلن ل”الجديد”، أن ما أقدم عليه رئيس “التيار القوي” هو تعد واضح على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وصلاحيات فخامة الرئيس في الوقت نفسه. وكشف عدوان أنه في اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يمانع رئيس الجمهورية في إسناد نيابة رئاسة الحكومة إلى “القوات”، لكن من دون أن تتبلغ معراب هذا الطرح رسميا، الذي ستربطه ببقيه الحقائب. ورأى عدوان أن الرئيس المكلف انطلق من هذا التطور ليبني عليه الإيجابيات.

والصورة بما هي عليه حاليا، تتسابق والأيام العشرة التي تبناها الحريري لإنجاز التأليف، غير أن هناك تيارا أقوى لم يدرج في الحسابات المعلنة، وهو تيار الباخرة “إسراء” التي سينتهي العقد معها في الخامس عشر من الجاري، وإذا لم يجدد لها عبر مجلس الوزراء، فإنها ستبحر عائدة إلى تركيا، فمن يستعجل التأليف لتوقيف “إسراء” في عرض البحر؟، من له المصلحة والمنفعة في الإبحار مع الزمن المتبقي؟. يمكن القول إن العقد الحكومية أضيف إليها العقد مع “إسراء”، وذلك على وقع تهديد اللبنانين مجددا بين الباخرة والعتمة.

وفيما “إسراء” تنتظر التأليف للتجديد، فإن حركة ملاحة سياسية طارئة تفرض نفسها على الأسبوعين المقبلين، مع “إسراء” “القوات” ليلا ونهارا إلى حضن “المردة”، هاربة من جنة التفاهم. واليوم يتأكد الحديث عن لقاء سوف يجمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بزعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية، لكن من دون أن تقول معراب “سليمان عنا”، إذ إن الاجتماع سوف يعقد تحت مظلة بكركي، وفق معلومات “الجديد”.

ولأن الأعمال بالنيات، فسوف تكون النوايا غير مكتوبة، إذ لن يتجه الطرفان إلى إعلان تفاهم، ولن ينتج عن الاجتماع “أوعى خيك” فرع ثان، حيث تدرج بنشعي ومعراب هذه الخطوة في إطار استكمال المصالحة بين زعيمين تخاصما بالدم.

وإذا كان “الدم ما بصير مي”، فإن المياه ممكن أن تتحول إلى “براز بشري” يدخل بيوت العاصمة والضاحية الجنوبية لبيروت، ويبدو أن الحكومة فهمت التصريف على شكل خاطئ، وطبقته من مجاري الصرف الصحي أولا. مناطق عدة ارتفعت شكواها من مياه “طالعة ريحتها” ولا تصلح للري، لكنها تدخل كل البيوت.