IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 21/09/2020

أهلا بكم على متن الرحلة الأخيرة الى جمهورية “جهنم ” التي أعلن انطلاقها العهد القوي اليوم، فعلى مر التاريخ سجل لبنان خيبات في الرئاسات وسكن القصر رؤساء بلا حضور لكن أحدا منهم لم يصارح اللبنانيين يوما بمصير كهذا .

إلى أن فعلها ميشال عون .. الرئيس الذي سيتمايز عن أسلافه في محاضر الغد وسيحمل لقب “رئيس جمهورية جهنم العظمى”.

هو توصيف احتسبه العهد في خانة المصارحة والجرأة ورأى فيه الشعب تهويلا وهلعا ورفع مسؤولية، فإذا كان رئيس أعلى سلطة في البلاد غير قادر على سوقنا إلا إلى الجحيم .

فلماذا لا يذهب منفردا وعند تلفظه بالعبارة الجهنمية طارت من ذهن الرأي العام بقية الطروح التي قدمها عون، وبينها إلغاء التوزيع الطائفي على الوزارات السيادية وجعلها متاحة لكل الطوائف، وقال إننا “طرحنا حلولا منطقية ووسطية لتشكيل الحكومة ولكن لم يقبل بها الفريقان.

نسي المواطنون طروحه وتعلقوا بحبال النار التي اندلعت من بعبدا على اعتبار أن اللبنانيين يقيمون حاليا في الجنة.

أما لناحية مضمون طرح عون في إلغاء الطائفية عن الوزارات السيادية فإن أي نص في أي من الدساتير لم يلحظ هذا العرف الذي ابتدعه السياسيون أنفسهم وساروا عليه عهودا متتالية الى أن صدقوه وصدقوا عليه وأصبح مكرسا حكرا للطوائف.

وكان لعون ألا يرتكب مبادرة الظهور تحت طائلة أي طرح وأن يكتفي بدعوة الرئيس المكلف الى تقديم تشكيلته لتحال إلى مجلس النواب ..وهناك تخوض الكتل معارك الثقة .. فإما تمنحها لأديب وإما تحجبها وتسقط الحكومة في مهدها .. وخلاف ذلك سوف يبقى مجرد “قرقعة” سياسية على أبواب الدستور .

وسيظل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورؤساء الحكومة السابقون والثنائي والثلاثي يسلبون التأليف من التكليف ويتشاطرون على الاعراف ويبتدعون ميثاقيات وأحقيات وستصبح الطائفة الشيعية برمتها معلقا وجودها على وزارة مال وهي التي لم تحسن استخدامها وقدمت من خلالها نماذج قادت الى عقوبات .

فميثاقية الطائفة الشيعية لا يختصرها اليوم وزير أفسد في وزارته خمس سنوات واعتلى المعايير الدولية والمحلية .. حيث اسم علي حسن خليل صار مرادفا للسمسرات والعقود وخفض الغرامات والتفاوض والتخمين فهل هذا كله باسم الشيعة ؟ الميثاقية ؟ علما أن الطائفة تربو على خيرات من الكفاءات التي لا ينازع أحد في توليها المنصب متى كانت تمتلك معايير الخبرة والاختصاص والبعيدة عن المد والجزر السياسي.

وأبعد من المعايير فإن حكومة أديب أعطت نفسها مزيدا من الوقت وخرج رئيسها ببيان استغاثة يدعو فيه الى إنجاح المبادرة الفرنسية فورا وتسهيل تأليف حكومة اختصاصيين توقف الانهيار وبدا أن فرنسا قد سارت مع تمديد المهل وعلقت الازمة اللبنانية على اعمدة دولية تمر في الاتحاد الاوروبي واميركا وايران فيما لبنان لا يقوى ليس على توافق حكومي فحسب بل يقع صريع الخلافات عند كل تفصيل ..

من الاقفال في ازمة كورونا الى عنابر السجون وصولا الى استنئاف العام الدراسي واصبح اللبنانيون بين خيارات صعبة : البحر أمامهم ..وجهنم من ورائهم .. فالى اين المصير .