كما نطوي آخر صفحات عام العشرين طويت صفحة التأليف.. وتشكل المؤلفون وتباعدوا في المسافات الجغرافية بعد المسافات السياسية فالرئيس سعد الحريري يسدل ستار العام من الخليج.. فيما رئيس الجمهورية يودع أيام السنة من بعبدا ومن فوق السطوح السياسية يتبادل الاشتراكي والمستقبل عظات التعطيل وتجري المبارزة النيابية على منابر الطرفين حيث دخلت معها مشيخة العقل طرفا مؤنبا لصنع الحكومات الكيدية وانتقد الشيخ نعيم حسن وجود سياسيين ممسكين بقرار السلطة والحكم والتعطيل حيث يبدو هاجس التحكم والغلبة والتحق صوت شيخ عقل طائفة الموحدين الدورز بنداءات البطريرك الراعي لنصبح أمام نداءين من قلب المجمع الديني يطلبان الإنقاذ، لكن الجفاء بين رئيس الجمهورية وبطريرك الموارنة أصبح ظاهرا من جهتيه فالراعي لا يوفر العهد ولا معايير جبران من النقد الكنسي.. فيما يتخذ ميشال عون خيار البعد عن بكركي متسلحا بجائحة كورونا، فيغيب عن قداس ميلادها في سابقة جمهورية لم تسجل إلا مع الرئيس إميل لحود لكن سيد الصرح أبقى على “شعرة الراعي” في سلوكه طريق المبادرة الإنقاذية فهو لم يقطع حبل التواصل حتى لا يتحول الجفاء الى عداء بين أهل الطائفة الواحدة أما عون فقد احتفظ بدوره كرئيس قوي للتيار الوطني الحر قبل أن يكون رئيسا للجمهورية على حد وصف الرئيس نجيب ميقاتي.
وعلى هذه الصيغة من الانفصام والتباعد ونكران الأزمات سمع الرئيس حسان دياب يهتف في إذن الصحافيين اليوم بالتشجيع على إنجاز الحكومة في أقرب وقت لأنه “ما عاد يحتمل” وفي دردشة إعلامية تساءل دياب كيف يجري الادعاء على رئيس حكومة من دون مساءلة القادة الأمنيين ولماذا لم يرفع أحد من الأمنيين يده منذ عام ألفين وأربعة عشر في اجتماعات مجلس الدفاع الأعلى للمطالبة بحل موضوع نترات الامونيوم وقال إن حكومته هي من أحالت القضية الى المجلس العدلي.. و”بالآخر أنا طلعت الفاسد؟ لم أعد أؤمن بالصدف وردا على اتهامه بعدم زيارة المرفأ قال دياب “لو نزلت شو كنت عملت؟” كنت بلغت الأمنيين وهم على علم بطبيعة هذه المواد وبهذه الدفوع أخلى دياب طابقه.. واستعجل الرحيل من السرايا الحكومية ترافقه الحصانة الحاجبة سياسيا وطائفيا عن أي محاسبة وفي الحصيلة فإن رئيس حكومة تصريف الأعمال ينفض عنه الذنوب .. الكنائس والخلوات تصليان للحل كل على دينه ..
الرئيس المكلف يعيد في الخارج ولن يعتذر عن عدم التأليف.. رئيس الجمهورية حارس للقصر في انتظار تعبيده للصهر .. والبلاد كلها على كف جائحة كانت مستبدة وأصحبت متحورة وتنذر بمزيد من الانتشار. ومن بين كل هذه الجوائح يتحرك الطلاب في مناشدة للرحمة في دولرة الاقساط وإذا كانت السياسية تبدي الأداء السيئ فإن آخر المستهدفين بالأزمات كان: القرض الحسن هجوم غير مسبوق تعرضت له هذه المؤسسة المالية التي تشكل بيت المال لحزب الله وجمهوره
ورفعت مجموعة قراصنة السرية المصرفية عن مئات الاف الاسماء ووجهت هجومها على تحالف عون نصرالله بري قائلة إن الجمعية تمثل تحالف المافيا والميلشيا والمال.