تلقى لبنان اليوم الصفعة الأولى من لقاح فايزر عبر السلطة السياسية وقد جاءت بعلامة زرقاء نيابية واختصرت صورة بلد يحكمه الاحتكار والأنانيات وقلة الضمير ومع ذلك فلا ” حياء لمن تنادي”. صباحا وبحضور معجون نيابي لإقرار قرض الفقراء من البنك الدولي عثر على هكيل نيابي من فئة فقراء في الأخلاق وهم يتلقون لقاحات كورونا ويتحصنون بأعمار هي في يد الله وكل من كان في سن السبعين وما فوق حصل على الجرعة الأولى قبل أن تعلو صرخة البنك الدولي ويصرح مديره الإقليمي ساروج كومار بأن من شأن ذلك أن يخرق الخطة الوطنية المتفق عليها للتطعيم العادل مهددا بتعليق القرض وكتب على تويتر “أناشد الجميع، أعني الجميع، وبصرف النظر عن منصبكم، أن تسجلوا أسماءكم وتنتظروا دوركم”.
كان ساروج مؤدبا مع فئة لا تعرف الأدبيات الإنسانية أما رئيس اللجنة الوطنية للقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري فقد رفع درجات خطر ما اقترفه هؤلاء ورأى أن ما جرى اليوم هو دق إسفين في نعش الخطة التي لا يحق لأحد تجاوزها لم يعلن البزري استقالته وتركها رهن التواصل مع اللجنة التي هدد أطباؤها أيضا بالاستقالة واشترط البزري في المقابل صدور بيان توضيحي و تصحيح الخلل والوعد بعدم تكرار التجربة والتوضيح المطلوب برره الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر الذي أوضح أن الملقحين كانوا بحسب الفئات العمرية المسجلة على المنصة وهو ” غطس” بالمسؤوليات كلا من وزارة الصحة والصليب الأحمر وممثلين عن البنك الدولي لكن مع نفي الصليب الأحمر وتهديد البنك الدولي بوقف قرض اللقاحات تصبح المسؤوليات محصورة بوزارة الصحة ورئاسة مجلس النواب على أن الجهات المسؤولة ابتلعت ألسنتها أمام غضب الناس
ولم يخرج شاهرا غضبه سوى الدكتور البزري الذي أدلى بمواقف لا مهادنة فيها ..وتشبه استقامته الدائمة ومسيرته كطبيب يلاحق الجرثوميات منذ سنوات.
وبينها اليوم الجرثومة السياسية المتأصلة في السلطة ..من أعلى رأسها لذي تلقى اللقاح مع حاشية القصر إلى أخمص نوابها الذين قال لهم المواطنون اليوم” لك يلعن هالبزرة “. ولقاحات اليوم هي طبق الأصل عن صورة بلد لن يعرف الأصلاح يوما ..وقد طبق نموذجا عنه في عينة نيابية خالفت الخطة وخاطرت بقرض دولي تتوقف عليه حياة الناس ولم تكن هذه التجاوزات وحيدة إذ أعلن نقيب الأطباء شرف أبو شرف أن هناك فئات ليست لهم الأولية ولم يجر تسجيلهم قد تلقوا اللقاحات فيما لا يزال العاملون في القطاع الطبي والمسنون ينتظرون قضية من هذا المستوى قلبت علينا المجتمع الدولي الذي لن ينظر بعد اليوم إلى لبنان كطامح جاد الى الإصلاح . مساوىء على قرض صحي ..ومساع لتمتين الشروط في قرض اجتماعي آخر من البنك الدولي إذ تمكنت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع زينة عكر من توفير عشرة ملايين دولار كانت ستذهب ضمن القرض على مصاريف التوظفيات الزبائنية والاستشارات والدورات التدريبية وضمت هذه المبالغ لمصلحة العائلات الفقيرة وفي تحسينات البنية التنظيمية للقرض أوضح مقرر اللجان المشتركة النائب ابراهيم كنعان للجديد أن اللجان تمكنت ايضا بالتنسيق مع عكر من خفص نسبة الرسم على القرض من ستة الى واحد في المئة ومن الذهاب الى مسح جديد للمئة والسبعة والأربعين ألف عائلة
وقد علق نواب كتلة الوفاء للمقاومة موافقتهم على هذا المشروع لحين الالتزام بالجلسة العامة بما طرأ عليه من اصلاحات وادرج النائب حسن فضل الله هذه الواردات في ابواب نقاش خاضها النواب في الجلسة السابقة وقال ان موقفنا الاسبوع الماضي في اللجان أوصلنا خلال أسبوع واحد إلى توفير مبلغ 10 مليون من مبلغ قرض البنك الدولي، وهذا يعني أن المراقبة والتدقيق تؤتي نتيجة، وأن صرختنا الماضية أثمرت اليوم. فكيف إذا ما دققنا أكثر وعملنا على تحسين الاتفاقية للوصول إلى نتائج أفضل؟
وخير هذا ..كان بشر ذاك ..حيث اللبنانيون وان ميزوا بين النواب الذين لم يتلقوا جميعهم اللقاح .. لكنهم لن ينسوا لعنة نهار .. ابتلوا فيه بنوائب الامة.