Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 20/03/2021

تبدو البلاد على صورة “سوبر ماركت فهد”، حيث المعركة بين سلطة المتاجر والناس والحرب على المواد المدعومة قادت إلى احتجاز المواطنين والموظفين داخل المتجر..

وإذا كان الفهد الغذائي أقفل تحت الضغط، فإن الفهود السياسية لا تزال تحتجز الناس رهائن التأليف ومنصات الدولار من أربع جهات، ووضع اقتصادي وصحي ملعون ولا شفاء منه. وحالة التلاشي تنتظر إثنين الرماد الرئاسي، مع اللقاء الثامن عشر بين ميشال عون وسعد الحريري والتي قد لا تقوم لها قائمة مع بروز “التصلب اللويحي” في شرايين الحكومة، وانشطارها بين مؤيد للاختصاص ومبشر بالتنكو سياسية.

ومن بين هذا التصلب، لبى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط دعوة رئيس الجمهورية الى بعبدا، التي عمل لتعبيد طريقها النائب “الدريكسيون” فريد البساتي، وتحت جنح الخطر كان جنبلاط يشهد من القصر الرئاسي أنه أتم واجباته السياسية والوطنية عبر التبليغ بحجم المآسي المقبلة، “لأن الجوع يدق الأبواب” .. وأن لا قطب بعد اليوم يعلو على قطب كورونا، ومن هنا بات زاهدا بالأرقام وأعداد الحكومة، طارحا التسوية إن كان عبر الثمانية عشر وزيرا أو غيرها.

تموضع جنبلاط لمصلحة لبنان هذه المرة، وضمنا الجبل ذي الأولوية القصوى، وبات ينشد الوئام مع الجميع بدءا بشركاء الأعالي وصولا الى خصوم الساحل، ولأنه يلتقي العديد من السفراء فقد نصح السياسيين بألا ينتظروا شيئا من أي دولة .. وأن يعلقوا فقط على ما تبقى من المبادرة الفرنسية، وهذه المبادرة تتحرك على ضابطة لبنانية تقرر الاثنين ما اذا كان التوجه نحو حكومة أو لا حكومة .. فيما يتردد أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأروبي قد وضعوا اللبنانيين في عين التدقيق السياسي، وهم يتجهون الإثنين لإصدار موقف يحسم التعامل مع السلطة المتقاعسة.

وبقراءة لملامح الإثنين الرئاسي، حافظت الامور على ثبات تدهورها، وانعكس ذلك في بيان رؤساء الحكومات السابقين الذين توجهوا الى الرئيس عون بالقول: “إن الممارسة التي يقدم عليها رئيس الجمهورية تشير الى تعد وتشويه لروح ونص ومقاصد النصوص الدستورية، ومن هنا يأتي تمسك الرئيس المكلف بالأسس الدستورية السليمة في تأليف الحكومة، ورفض القبول بأي تجاوز أو افتراء أو تعد”.

وهذا البيان سيعني أن الحريري لن يقدم على تغييرات في التأليف، وأنه متمسك بمبادئه ورفض الثلث المعطل، وفي المقابل كان “التيار الوطني الحر” يرحب باستئناف المفاوضات بين عون والحريري، ويؤكد أنه “غير معني بالمشاركة في الحكومة ويرغب في دعمها، ولكنه يحتفظ لنفسه بحق منحها الثقة أو حجبها عنها، بحسب التشكيلة ومدى احترامها للتوازن والميثاق من جهة، وبحسب برنامجها الإصلاحي”. وهذه المواقف تؤكد أننا “مطرحك يا واقف” لا بل وأضيف الى مطالب التيار برنامج إصلاحي.

ورأت الهيئة السياسية “للتيار” في مواقف الأمين العام ل- “حزب الله” السيد حسن نصر الله، فرصة جديدة لتزخيم التعاون مع “حزب الله”، ووسيلة عملية لتطوير ورقة التفاهم سيطور التيار والحزب ورقة وضعت في مهب رياح إقليمية دولية ومحلية في الوقت نفسه .. وما يجمعهما عقوبات مشتركة طاولت “حزب الله” أولا، ثم جبران باسيل، وأطلقت سفينة التوجه نحو الشرق التي أبحر بها الأمين العام ل- “حزب الله” السيد حسن نصرالله.

لكن لبنان .. بكيانه وجغرافيته ووقوعه على متوسط الدنيا هو ضفتان اثنتان .. شرقا وغربا، وإذا مال شراع السفينة نحو رياح واحدة فإن البحر الغربي لا يرحم أحدا. والبلد المتعسكر طائفيا والحاضن للاجئين ونازحين.. سيكون في معسكر شرقي واحد .. يزيد عليه من ضغط دول غربية، في وقت قررت دول مجلس التعاون الخليجي عدم إمداد لبنان بأي من المساعدات ولأي فريق كان .. وان تبقى في المقابل على مسافة واحدة من عدم التدخل في تأليف الحكومة او دعم شخصية على اخرى.

وإذا ما قررت الأطراف السياسية الفاعلة الانقلاب اليوم على المبادرة الفرنسية، والجنوح نحو حكومة سياسة او تكنوسياسة، فإنها ستسد اخر الأبواب الآتية غربا..وعلى هذا البلد السلام.