كحال السفينة العالقة في قناة السويس وتعطل إنتاجها الحيوي اليومي.. يقف مسؤولون لبنانيون “ويعومدون” عالقين بين رمال محلية وإقليمية.. ويمنعون العبور إلى الحل.
وفي أحد الشعانين كان التأليف كما “هوشعنا..في الأعالي”.. ولبنان مؤسسة يتناوب عليها لصوص الهيكل..أما قيامته فمعلقة على بضع محاولات قد لا تبصر سبت النور، وعلى نية هذه القيامة صلبت الكنائس الكاثوليكية والأرذوكسية على حد سواء..
السلطة بكل مكوناتها وحجب البطريرك الراعي عنها أي غطاء.. وقال: “لم يكن هذا الصرح يوما مؤيدا لأي مسؤول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، ولم يكن مؤيدا لسلطة تمتنع قصدا عن احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات، كما أنه لم يؤيد جماعات سياسية تعطي طموحاتها الشخصية الأولوية على حساب سيادة لبنان واستقلاله.
ومنعا لحصرية الدفاع عن حقوق المسيحيين.. رأى المطران الياس عودة أن المسيحي “يضع نفسه بين يدي خالقه المدافع الوحيد عنه ولا يعمل بطرق ملتوية.. مسميا طرقه دفاعا عن حقوق المسيحية والمسيحيين.. فالمسؤول… خصوصا المسيحي يكون مسؤولا عن الجميع لا عن أتباعه ومناصريه والمهللين له فقط، ومن المعيب في بلد أن يتوقف تشكيل حكومة بسبب أداء قبلي”.
ضربتان من عمق الوجدان المسيحي.. واضحتا المعالم، وهما أعطتا رسما تشبيهيا انطبق على “قبيلة” رئيس الجمهورية ميشال عون وصحبه من “التيار الوطني الحر” الذي يختصره جبران باسيل. شعنينة سياسية مباركة من الراعي وعودة. لكن هل ستؤدي إلى رفع سعف النخيل؟.
يتوقف ذلك على ثلاث محاولات ستسير على درب الجلجلة، أولى هذه المحاولات ما يخوضه الراعي شخصيا على خطوط عدة.. وليس آخرها في اجتماعه بالرئيس سعد الحريري وهو أبدى ارتياحا لكون الرئيس المكلف أعطى أمامه الانطباع في أنه مستعد للانفتاح على كل مبادرة، لكن تحت سقف رفضه الثلث المعطل. وفهم من الراعي بحسب المطلعين على لقاءاته، أن سيد الصرح أصبح على قناعة بأن الأسماء التي قدمها الرئيس المكلف لا غبار عليها.. وأنه منسجم في الأساس مع المبادرة الفرنسية وحكومة الاختصاصيين بعيدا عن فتح شهية الأحزاب.
وهذه القناعة لدى الراعي قد تقوده إلى رفع السقوف في الهجاء الكنسي، وتحميل المسؤوليات.. وعدم التلطي وراء تمثيل المسيحيين لتبرير التعطيل، وما بين الصرح وبعبدا، تستمر أيضا حركة النائب إبراهيم كنعان لتكوين حاصل سياسي وتقريب المسافات البعيدة.. إلا إذا اصطدمت وساطته بسفينة قناة السويس فرع ميرنا الشالوحي. وعلى الخط الثالث يتم “تعويم” مبادرة الرئيس نبيه بري والتي تستلزم رافعات وقاطرات تساهم في إنقاذ سد الممر الحكومي.
وتقوم مبادرة بري على توسعة الحوض الحكومي إلى أربعة وعشرين وزيرا، برئاسة الرئيس سعد الحريري، ووفق صيغة “الثلاث ثمانات”، من دون أن تنال أي جهة ثلثا معطلا أو نصفا زئدا واحدا. لكن كل هذه المحاولات قد يستعاض عنها بموقف من السلالة السياسية المتحورة للقوات اللبنانية.. إذا ما قرر رئيس حزبها سمير جعجع هذا المساء أن يعلن عن خطوة قد تؤمن اللقاحات السياسية من معراب.
وبين المبادرات المحلية.. يتحرك الغرب على خط لبنان.. وينعقد غدا اجتماع أوروبي يدخل إليه مشاركا الرئيس الأميركي جو بايدن عبر تقنية الزووم.. وقد تم وضع لبنان على جدول أعمال هذا الاجتماع من ضمن ملفات النووي الإيراني وأزمات النازحين السوريين.
في التأليف نحن ننتظر.. صعقة دولية تعيد لبنان الى صحته الحكومية. أما “على صحة السلامة” فإن مسار التلقيح دخل بازار الفساد اللبناني، حيث وقع الإنقلاب على اللجنة الوطنية التي يرأسها الدكتور عبد الرحمن البزري.. في وقت كانت هذه اللجنة..العلامة الوحيدة الفارقة عن زواريب الحصص والزبانئية والنفعية.