هذه المشاهد من صور جل البحر اقتطع منها وابل الأعيرة الكلامية العابرة من فوق الحياء .. والأجدى أن يوجهها المتعاركون على الرغيف الى من حرموهم الرغيف الى قيادات لا تضحك لرغيف الحل الساخن وتقضي ايامها في جدل على ثلث معطل.. وحكومة زائد واحد ..وحقوق وميثاقيات ومفردات باتت شبهة جنائية بحد ذاتها المعارك على أبواب الأفران ومحطات الوقود مستمرة.. لكن المعارك الأشرس هي في حروب بين الزواريب السياسية بحيث توسعت دائرة الاشباكات على كل المحاور ومهدت لشهر صوم خال من الدسم الحكومي.
ويفتتح الرئيس سعد الحريري شهره الفضيل بزيارة الرفاق في موسكو على توقيت جولات ديفيد هايل في بيروت الآتي على متن زورق الترسيم البحري مع فلسطين المحتلة. واحتفالا باسقباله أطلقت المدفعية اللبنانية طلقتين على وزن توقيعين لوزيري الاشغال ميشال نجار والدفاع زينة عكر على المرسوم الذي صار شهيرا حامل الرقم 6433، ورأى وزير الأشغال أن الحملة التي شنت عليه كانت ظالمة وأن المقصود بها الخط السياسي الذي ينتمي اليه وهو المردة فيما أعلنت الوزيرة عكر في أثناء التوقيع أن عملنا هو حماية مصالح لبنان وحقوقه السيادية برا وبحرا وجوا ومع توقيعي عكر ونجار أعلنت الأمانة العامة لرئاسة الوزراء أن الرئيس حسان دياب أحال إلى رئاسة الجمهورية كتابا يتضمن موافقة رئيس الحكومة على المرسوم المتعلق بتعديل الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.
ومسار المرسوم اصبح الآن على خط بعبدا بحيث يصبح إمضاء رئيس الجمهورية شبه محسوم وهو يبدي في كل مناسبة حرصه على حق لبنان في النفط والغاز .. إلا إذا ظهرت عوارض التدخل لدى المستشارين العاملين على خطوط عرقلة مراسيم التأليف وهؤلاء انتقدهم اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وخص بالذكر المستشار الأول سليم جريصاتي والذي وصفه “بفيلسوف الفتاوي الغلط ” وقال جنبلاط : إنهم يفتشون عن نظرية دستورية جديدة لإلغاء سعد الحريري و” ما بتمشي.. هيك مركب البلد والحريري زعيم السنة”.
والى أن تمشي الحكومة .. يمشي أولاد البلد .. ويطلبون الهجرة إذ سجلت سفارة غربية واحدة في بيروت ما يزيد على مئة وثلاثين ألف طلب هجرة والمهاجرون بمعظمهم يشاركون في الخارج بنهضة المدن ومشاريعها التنموية والحيوية وبينها ما كشفت عنه دولة الامارات أخيرا عن تحميل أولى حزم الوقود النووي من محطة “براكة” للطاقة النووية بهدف إنتاج الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة والى أبناء دولة الإمارات فقد أسهم لبنانيون في صنع هذه الطاقة..والأبعد من الصناعة النووية السلمية لغة التخاطب “السليمة ” بين مسؤولين إماراتيين 2) فالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي يغرد قائلا إن هذه المحطات هي قصة نجاح دولة الإمارات.. ولم تكن لتتحقق لولا رؤية حاكم دبي محمد بن راشد . ويتبادل الطرفان إعادة التغريدات من دون انتزاع حصص وإعلان نسب وادعاء تمثيل. وعلى نقيض التخاطب السلمي في دولة الامارات فإن أكثر العبارات احتراما للاخر هي أن يقول رئيس الجمهورية عن رئيس حكومة مكلف: كذاب. وأن يدعو اللبنانيين الى ان ” يهاجرو ” او ان يستبقيهم على مائدة عامرة في جهنم .