IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 16/05/2021

هي الحرب بين غزة والغزاة، ولم يعد التراجع خيارا. قد قامت الصواريخ، كما صلاة الأقصى، ومعركتها اليوم أصبحت على حد السيف، وعلى زناد محمد ضيف، أما الدبلوماسية العالمية، وانعقاد مجلس الأمن، يجري أيضا على جناح صاروخ. فكتائب القسام في يومها السابع، تشرق بالنيران وتفرض غيابا للشمس عن مدن تحتلها إسرائيل. الدمار كبير على الضفة الفلسطينية، والقطاع صار قطعا متناثرة. لكن غزة المدمرة فوق الأرض، ليست هي نفسها غزة الصواريخ تحت الأرض، وبنك أهداف إسرائيل، كانت حصيلته مئة وأربعين شهيدا نصفهم أطفال ونساء، وهدم مجموعة أبراج سكنية وصحافية، والانتقام من أسفلت الشوارع، بعدما أخفقت طائرات العدو في اختراق ما تحتها من عقول وهندسات صاروخية.

ومن بنك أهداف إسرائيل، إخماد الصوت والصورة، عبر قصف مكاتب الأسيوشيتد برس والجزيرة. وإذا كانت قناة الجزيرة قد أعلنت عزمها على مقاضاة إسرائيل في المحاكم الدولية، فإن الAP هي وكالة أميركية، قد قصفت بطائرات أميركية وتمويل أميركي، لكون الترسانة العسكرية الاسرائيلية تشحن مصادر تمويلها سنويا من الراعي الرسمي في واشنطن. وللوكالة الإعلامية الأميركية اليوم، حق طلب التعويض واقتطاع الثمن من المساعدات العسكرية التي تحصل عليها تل أبيب من الإدارة الأميركية كل عام.

أما أن ينزعج الأمين العام للأمم المتحدة كثيرا من ضرب الإعلام، فهذا موقف لزوم إبداء القلق التاريخي للأمناء العامين، والذين لا توفر إسرائيل مراكزهم من الاستهداف. منذ قانا، إلى مكاتب ومراكز أممية في غزة.

وعلى مدى اسبوع، هذا هو بنك اهداف العدو والذي تم تجديده خلال انعقاد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر والمصفر جدا، حيث لم يتمكن الاحتلال من قصف منصة صواريخ واحدة للمقاومة الفلسطينية. فيما القبة الحديدية اصبحت مدعاة “مسخرة” إسرائيلية.

والرواية في الاعلام العبري، اقرب الى الواقع الاسرائيلي. إذ أبرزت المواقع تخوفا لدى المؤسسة العسكرية من مفاجأة تحضرها حماس، ويطالب مسؤولون كبار في جيش الاحتلال بوقف الهجوم العسكري على قطاع غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأن استمرار المعركة قد يجر إسرائيل إلى صراع أوسع، يقتضي هجوما بريا، وهو أمر لا تتمناه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

ولسان حال قادة الفصائل وضمنا شعب غزة: ليتهم يفعلونها برا. فهناك، مدافن بالمشاع لهم، وقد اختبروا البر في جنوب لبنان عندما عصت عليهم القرى بمرتفعاتها وسهولها وبرجالها في الميدان. وعلى زمن حرب تموز لا ينسى المندوب الاميركي وهو يطلب “بشاربين مهتزين” من دولة قطر قبول الطرف اللبناني بوقف اطلاق النار مع اسرائيل.

والبر، بالبر يذكر، من تموز اللبناني الحار الى أيار الفلسطيني الصاروخي، حيث لن يتعدى تهديد نتنياهو عملية “التخريف العسكري”.

البر مستبعد. فماذا لو فعلتها حماس في البحر؟ وهددت منصات الغاز الاسرائيلي العائده حقوقه إلى الشعب الفلسطيني؟ هي أذرع فلسطينية طويلة، بحرب اطبقت على المدن الاسرائيلية، فأحرقت في سديروت وعسقلان واسدود وتل ابيب التي ظهرت على دمار مهيب وسط شوارع محروقة وسيارات طارت بسرعة صاروخ.

وإذا كان شعب غزة قد تعاقد مع الشهادة والدمار وأصوات الطائرات، فهل يصمد المستوطن تحت سابع أرض، وهل تستمر اسرائيل بمطارات مهجورة ومدن عيونها تراقب السماء الصاروخية واقتصاد قد يحتاج غدا الى بطاقة تمويلية.