على قمة الخبر تتربع دماء غزة وصواريخها ومجد إضرارها في العمق الإسرائيلي لكن صواريخ سياسية محلية أطلقت صلياتها من قلب ” قطاع لبنان” المحاصر .
وفي بواريد بعبدا ما رماه رئيس الجمهورية عبر رسالة الإليزية وما يستعد له في مخاطبة مجلس النواب اللبناني وطبقا لمعلومات الجديد فإن الرئيس ميشال عون قد يتوجه في الأيام المقبلة برسالة الى مجلس النواب تتعلق بمصير التكليف أو سيختار مخاطبة اللبنانيين بكلمة يتناول فيها الملفين الحكومي والاقتصادي وحقيقة موقفه من مسألة رفع الدعم، وأبعد من رسائل الإليزية وساحة النجمة فإن رئيس الجمهورية وضع الرئيس المكلف سعد الحريري ضمن ” بنك الأهداف ” ويعتزم رسم كل الأطر السياسية والدستورية التي تطيح تكليفه وإذ كانت دوائر القصر قد نفت اليوم ما جاء في صحيفة نداء الوطن عن مرافعة عون المطولة لفرنسا التي ” تصلح ل”غينيس” فإن ما تورده الجديد هنا قد لا تضطر الدوائر إلى نفيه لكون الرئيس ميشال عون يردده كحبة دواء.. صبح مساء.
وهو كرر أمام زوار محليين ومن الخارج أنه لا يريد سعد الحريري رئيسا للحكومة مستخدما مصطلح “ما خرج” فأي مبادرات سيرتكبها رئيس البلاد وأي وقع ستحدثها رسائله العابرة للحدود في ظل رفضه تطبيق مبادرة فرنسا وسعيه لتذويب الرئيس المكلف ودفعه الى الاعتذار . ولا ترتسم في الأفق سوى ملامح الفراغ وتعبئته بالاجتماعات البديلة في قصر بعبدا ..وفي كل مرة تتخذ لها عنوانا جديدا …
فراغ في الحكومة التي ممنوع عليها الاجتماع.. في التشكيلات القضائية المعلقة على جدار بعبدا .. في مجلس القضاء الأعلى الذي تنتهي مفاعيله بعد أيام ..وفي المجلس الدستوري بداعي الوفاة. والسلطة البديلة تتجلى في مراسم طائرة من القصر وباجتماع المجلس الأعلى للدفاع ..وفي لقاحات المستشارين الدستورية .. وفي القضاء على البنية التحتية والفوقية السياسية والإدارية لكن صواريخ الرئاسة المضادة للدروع الحكومية أخفقت في مجلس الشورى بعد أن حقنته سياسيا وقضائيا وحتى شخصيا على مدى أيام .
وبالإجماع أصدر شورى الدوله قراره في مراجعة القاضية غادة عون وقرر ضم طلبها إلى الأساس بعد أن تبين له خلو ملفها من أي موقف قانوني لمجلس القضاء الأعلى بخصوص النزاع الحاضر . وتبسيطا فإن الشورى قالت للقاضية عون: ليس من اختصاصنا أي نزاع قضائي تنظيمي والرجاء عدم المحاولة لاحقا. فلو جرى قبول المراجعة وإلحاق الهزيمة بالمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات لأخذ القضاة ” كسرة ” وتظلموا أمام شورى الدولة عند كل كبيرة وصغيرة وهذا ليس دور المجلس بل يعود حكما الى القضاء الأعلى .
انتهت معركة عون عويدات بالتصديق على قرار كف يد قاضية العهد .. وهي الخطوة التي وقعت عليها عون بيديها عندما احتكمت الى الشورى .
تلك صليات لبنان التي أوقعت جرحى في صفوف القضاء .. لكن الرمايات الابعد مدى ظلت تتحكم بها مقاومة فلسطين .. ومن هنا نبدأ.