على جناح شائعة يجري الرئيس المكلف سعد الحريري هبوطا في بيروت غدا، من دون تحديد جهة الإقلاع، وما إذا كانت الإمارات أم باريس. ويجري التكتم على رحلة العودة التي ستكون الأخيرة على مستوى إجراء التجارب الحكومية “وترشيد” لائحة التأليف، بعد دخول خطة الدعم المكلف بها الرئيس نبيه بري.
لا شيء يرفع مستوى التفاؤل أو يخفضه، لكون مسعى بري يبدأ تزامنا ووصول الحريري وعندها تتقرر زيارة رئيس مجلس النواب إلى بعبدا، لإطلاق أول البالونات الحرارية في وساطة التأليف، ومرحلة الانتظار لم تمنع الثنائي الشيعي من تحريك الطائرات المسيرة بخليلين نحو “التيار الوطني” وإجراء محاكاة حكومية مع جبران باسيل.. لكن من دون تبني تسمية الوزيرين المسيحيين ذائعي الصيت.. ومع اقتراح أوسع مدى يقضي بأن يقدم الحريري مروحة أسماء مسيحية تكون “مبحبحة ومرحرحة” بحسب تعبير الوسطاء.
وإذا كان الحريري عائدا مصحوبا بليونة البحث.. فإنه في المقابل بات على حدي سيف، فالتأليف وارد تبعا لتجاوب العهد.. والتنحي أيضا دخل في الحسبان لأن المحاولة الأخيرة ستحدد مصير الرئيس المكلف الذي فعل نشاطه على خطوط اللقاح، ووضع الرقم مليون هدفا للمرحلة المقبلة.
وسواء وجد الرئيس المكلف ما يشغله في الوباء الصحي، أو أوجد حلا في الوباء السياسي.. فإن مرور الزمن المهدور لا يتألم منه إلا اللبنانيون.. وهم عالقون على فالق باسيل- حريري، وينتظرون ساعة ردمهم في قرارات اقتصادية حارقة، وهذه المرة فإن عودة سعد حرا خارجا من أسر شائعة.. تلزمه البقاء في لبنان حتى بزوغ فجر التأليف.. أو فليعلن للرأي العام ما ظل مكتوم القيد في حنجرته السياسية ولم يقله بعد.
وإذ طمأننا سعد الحريري أنه بخير في تغريدة الصباح.. فإن لصباح الغد كلاما آخر مضمونه العمل الفوري قبل صياح الديك ومع صلاة الفجر، وصلوات على نية الاستقرار سيرفعها البابا فرنسيس يوم الثلاثاء في الأول من تموز في باحة الفاتيكان.. داعيا زعماء الطوائف المسيحية إليه معلنا أنه يوم للتفكر في الموقف المقلق في البلاد. وقال “إن الاجتماع سيكون فرصة للصلاة معا من أجل نعمة السلام والاستقرار وينزع البابا فرنسيس، من خلال هذه الدعوة حصرية تمثيل المسيحيين بطرف واحد.. فكل من سيحضر سيكون شريكا في التمثيل.
ولما كانت الدعوات قد وجهت إلى رجال دين.. فإن رجال السياسة هنا سوف يستمرون في الصلاة على أرواحنا.. ويفتكون بالمؤسسات الواحدة تلو الأخرى، وآخر ما تم هدمه كان مجلس القضاء الأعلى الذي يبدو أن بدعة الثلث المعطل كانت ستصيبه من خلال مرسوم تعيين أربعة قضاة اقترحتهم وزيرة العدل لعضوية المجلس الأعلى سقط على الارض السياسية..والتشكيلات القضائية تحتفي اليوم بذكرى مرور عام على احتجازها في قصر بعبدا، وما بين قضاء وآخر .. تصبح مدعية جبل لبنان .. قاضية كل لبنان.
واليوم خاض الصحافي والمحلل السياسي جان عزيز التحدي، واتهم رئيس التيار جبران باسيل بالاستثمار في مرفأ غادة عون وتحداه أن ينفي. والأخطر أنه كشف عن علم مسبق لرئيس الجمهورية بشأن حركة خروج ودخول العملات بالدولار، من مطار بيروت الدولي. فإذا كان الرئيس عون يعلم .. فهل كان تحرك غادته مؤقتا او استعراضيا، على ساعة جبران؟.