من نعم القادة علينا أن اللبنانيين احتفوا اليوم بدخولهم ثلاثة طوابير تحت سقف صف واحد: البنزين والمازوت والغاز… وإذا ما اشتدت الأزمة فإننا سندخل الطابور الخامس – بإذن الله – وبإرادة سياسيي البلد الذين رفعونا على المشانق في خدمة صيفية.
وكلما تساءل وزير أو مسؤول في هذه الدولة عن العلاج كان الجواب واحدا: استعدوا للأسوأ… الآتي عظيم… والميقاتي أعظم… وهو الذي دخل مدار السنة الهجرية ولم يخرج منها بعد، ولا يعرف هل التزم تحريم التأليف في شهر محرم.
فالاتصال من بناية (بلاتينوم) إلى قصر بعبدا لم ترصده الألياف البصرية، فاحترق خط التشريج السياسي، وطار الثلاثاء بلا لقاء… ولما كانت الأمور بخواتيمها – كما وعد الرئيس المكلف – فإن خاتمة الأحزان تتهيأ لإعلان موعد الدفن، لتتلقى بعبدا مراسم العزاء… وغدا تستأنف عجلة التأليف، لكن مسبوقة برياح خماسية سياسية تنذر بحرق اليابسة الحكومية.
وإذا كان ميقاتي قد أرجأ موعد التصادم، فإن مصادره تتحدث عن كتل من الصعوبات والمطالب الرئاسية… وبين الطلبيات ثلاث وزارات هي الداخلية والعدل والشؤون، مع طرد أشباح حاكم مصرف لبنان من حقيبة وزارة المال وإخصاعها للمداورة.
وتتوافق المصادر المتابعة للتأليف على أننا أمام أسبوع حاسم، سيتقرر خلاله مصير استمرار ميقاتي في مهامه أو الاعتذار، لندخل فعليا عصر الانهيار، هو أسبوع النار الذي سيشهد غياب أي إدارة سياسية تشرف على هذه الجحيم، وتحديدا مع بدء تطبيق رفع الدعم الآتي عاجلا وبأجل مسمى… فما خطة الدولة بعد وقف الدعم؟ أي وسائل بديلة اعتمدتها حكومة تصريف الأعمال؟ (وأعلى ما بخيل الحكومة) هو ركوب البطاقة التمويلية التي كانت مدار اجتماع وزاري اليوم اخترقه حسان دياب عن بعد لإصابته بكورونا.
وأعلن وزير الشؤون رمزي المشرفيه أنه والزملاء متفائلون في إنجاز البطاقة سريعا، والخوف من أن يكون المشرفية متسرعا، لأن البطاقة ستبصر النور ولن تجد شعبا يستقبلها وبشهادة النائب جميل السيد، فإن بطاقة الدعم كذب بكذب…
وقال: (إن ما نشهده اليوم من خنقة ليس مؤامرة خارجية بل المتآمرون هم من الداخل، والخارج ليس في حاجة إلى مؤامرة، في ظل وجود هذه الطبقة الحاكمة والطبقة نفسها)… ستضفي على كيانها طبقات جديدة من الحصانات، في جلسة نيابية دعا إليها الرئيس نبيه بري، وتعقد يوم الخميس للنظر في قرار الاتهام المتعلق بتفجير المرفإ، فهل سيتمكن النواب من الوصول إلى الأونيسكو لحضور الجلسة؟ أم إن الأهالي بالمرصاد والخميس لحصانته قريب؟…