Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 2/09/2021

على مرمى دقائق من بيان وآخر وبتوقيت يشبه “زت الراجمات” في زمن الحرب كانت جبهتا بعبدا والزيتونة تطلقان أعنف الرمايات السياسية التي من شأنها إصابة التأليف بأضرار بالغة وتحوله الى أنقاض ويحرص الطرفان على أن البيانات المسنونة لم تكن موجهة نحو بعضمها بعضا بل استهدفت مروجي الشائعات من سياسيين ومحللين واعلاميين.

لكن الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي إنما يتخاطبا من وراء المروجين وما البيانات الصادرة اليوم سوى رسائل لحامله وبالمباشر من قصر بعبدا الى بناية البلاتينوم في الطبقة السادسة والعشرين تحديدا وبالعكس وما خلا ذلك فإن الردود النارية لم تنطلق في غير أهدافها المحققة إفتتح “الردة” الرئيس ميقاتي عندما خاطب من يصر على إبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالاخرين فمن هنا متهم بالتعطيل سوى رئيس الجمهورية وفريق العهد؟

وهل يمكن لوسائل إعلام أو محللين أو سياسيين أن يتمكنوا من تعطيل التأليف ويفرضوا وزيرين ومعايير وأثلاثا بأرباع؟

ولم يكد بيان ميقاتي يقرأ على وسائل الإعلام حتى عاجله مكتب الإعلام في القصر الرئاسي برد مستطير ينفي عن الرئاسة تهمة التعطيل ورأى أن هذا الاتهام هو للتعمية على أهداف خاصة مضللة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها موجها التهمة المضادة الى أصحابها وعدم رغبتهم في تأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية ودعا بيان رئاسة الجمهورية إلى التوقف عن استخدام الثلث الضامن شماعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل الرئيس، والتوقف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشكلات داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك.

ولعبة التذاكي الورادة أعلاه تبدو كأنها توصيف لدهاء قصر بعبدا نفسه إذ إن رئيس الجمهورية لم يتخل مرة عن مطلب الثلث وإن نفاه ألف مرة وعلى الورقة والقلم يتضح بالثلث الملموس أن الرئيس يتمسك بوزيرين مسيحيين يكملان عديد هذا الثلث وأن عقدة وزير العدل لم تكن قد حلت بعد وأنه عندما يعتبر الطشناق وأرسلان مجرد ممثلي إرساليات في الحكومة فهو لا يحتسبهما من فريق العهد.

وإذا كان ميقاتي مع دهائه ومن حوله يصنفون في خانة المعرقلين فلماذا أفشل العهد حكومات التأليف مع مصطفى أديب وسعد الحريري ؟ وكيف يغامر رئيس الجمهورية بصدقيته ويعطي وفد الكونغرس بالأمس عقد بيع ممسوحا بتأليف الحكومة هذا الأسبوع وهو الذي يدرك أنه لن يسهل أمور التأليف وأن وسيط الجمهورية اللواء عباس ابراهيم ربما مني بنكسة وإخفاق لم يصادفهما حتى في مفاوضة داعش والنصرة وتبعا لمضمون المداولات في التأليف وبيانات الصفر السياسي فإن كل ما حققناه هو قدرتنا في الكذب على الاميركيين وإعطائهم وعدا لا يتحقق كما كذبنا قبلهم على ايمانويل ماكرون واستطعنا كسب الرهان وكسر فرنسا في عقر دارنا.

لكن في المقابل لا اعتذار من نجيب ميقاتي الذي تحصن بنواب طرابلس لكأنه يقول للجميع وللرئيس سعد الحريري ضمنا: هذه مرجعيتي لن يتنحى الرئيس المكلف وهو أبلغ بعض المصادر أن قرار اعتذاره عائد الى من دعم تكليفه محليا وفرنسيا والامر لن يكون سهلا ويقول ميقاتي في أوساطه: سوف أصل الى مرحلة ابلغهم فيها أني “كعيت” لكن فلتتحمل كل القوى هذا القرار.