قال أهالي شهداء المرفأ كلمتهم ومشوا الى حيث انتظار قرار محكمة الاستئناف الذي بموجبه سيستأنف القاضي طارق البيطار تحقيقاته أو تنتصر السياسة مرة أخرى على العدالة.
وقبل أن يتفرق الأهالي عقب ساعتين من الاعتصام داخل قصر العدل وخارجه وقع ضجيج مناصري الأحزاب والتيارات ما هدد التحرك وقضية الشهداء بالارتياب المشروع واضطرت لجان عوائل شهداء وضحايا انفجار المرفأ الى الخروج ببيان تطالب فيه بعدم تسييس القضية حفاظا عليها من أن تضيع في زواريب تسجيل النقاط الانتخابية والسجالات الداخلية ولم تتبن لجان الاهالي أيا من الهتافات المرفوعة تجاه حزب معين رافضة الاستغلال لدم فلذات أكبادهم…
لكن الاستغلال من قبل الفريق السياسي يبقى أكثر خطرا من أي هتافات أو عوامل استثمار أخرى لان السياسة وحدها قادرة على تعطيل الملف برمته وردم آثاره وهو ما دفع فرنسا الى إبداء الأسف على تعليق التحقيق في انفجار مرفأ بيروت وكشف الحقيقة الذي هو حق للبنانيين” وطالبت باريس أن تعمل العدالة اللبنانية بشفافية كاملة بعيدا من أي تدخل سياسي لا ضمانة للببنانين ولا لفرنسا في تأمين الشفافية لملف المرفأ .. وبات الوضع الآن ينتظر قرارا عدليا يحسم الريبة ” والله نسألك رد القضاء ..واللطف بأهالي الشهداء”…
أما في اللطف السياسي فإن الرئيس نجيب ميقاتي أدى قسطه للعلا في أول جلسة بجدول أعمال كامل لمجلس الوزراء ..وبعد ترويج معلومات عن خلافات في تسمية وفد التفاوض الى صندوق النقد الدولي مرت الازمة بسلام وجرى اختيار الوفد مع مستشارين لرئيس الجمهورية.
تسوية صاغها ميقاتي وعون على اكثر القضايا حساسية وهي صندوق النقد .. وبإمرار أسماء الصندوق فإن العين على التعيينات في الجلسات المقبلة ..والخوف الأول هو الرسومات التشبيهية التي وضعها ميقاتي عندما قال إنه يريد الرجل المناسب في المكان المناسب فمشكلة لبنان الأزلية في التعيينات تكمن في هؤلاء الرجال المناسبين .. في الأمكنة المناسبة حيث لم تظهر الدلائل على الكفاءات وكانت المحسوبيات والزبائنية السياسية شرطا للتعيين.
أما الآلية فتذهب مع الريح .. كذلك يجري تجاوز أي دور لمجالس الرقابة ومجلس الخدمة المدنية وهذا كله سيكون بالتكافل والتضامن بين رئيس عجيب ..ورئيس نجيب والاكثر غرابة أن رئيس الجمهورية .. الرئيس الأعلى للقوات المسلحة لا يزال متمسكا وضنينا على انعقاد المجلس الأعلى للدفاع باستمرار حتى بتكوين حكومة كاملة الأعضاء وتعقد اجتماعاتها في بعبدا .
ينظر عون الى الاعلى للدفاع بوصفه صومعة خاصة يتخذ من خلالها القرارات الاستشنائية من دون تسجيل مواقف تعارضه.
ومن معبر الدفاع الى معابر الحدود مع سوريا التي يتهيب عقوباتها الرئيس ميقاتي .. لكن دولة الأردن عبرت هذه العقوبات اليوم برا وتستكملها غدا جوا .. فيما كان رد الخارجية الأميركية بالترحيب أولا ثم بإعادة التقييم ودرس الوضع .
والى ان تقيم اميركا الوضع.. يكون معبر نصيب قد اخذ نصيبه من العبور.. وحركة الملاحة الجوية بين الاردن وسوريا قد حلقت عاليا.. فوق قيصر وعقوباته…