IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 13/11/2021

داخل طبقات أربع من مبنى المصحة العقلية في عنايا، يتمثل لبنان بطبقاته السياسية الأربع من رئاسية الى نيابية فتنفيدية وقضائية، هي صورة طبق الأصل عن تعفن “بيطير العقل” وعن بلاد ضربها الفساد وغطى على أرضها التسوس واتسخت بإهمال محكم حياة النزلاء المرضى في مركز سانتا ماريا تقدم نموذجا عن سلطة تكرر أفعالها من وزارة جميل جبق إلى فراس الأبيض، حيث يعاد مشهد الفنار بكل تجلياته التي تفتقر الى أدنى حقوق الإنسان. ولأن التاريخ يعيد نفسه بمهزلة فلا من حوكم ولا من حوسب في الفنار، وليس من مرتكبين سيقدمون للتحقيق في عنايا.

والمشاهد المؤلمة في مركز الأمراض النفسية لا يضاهيها سوى دخول رياح تشرين عاملا محفزا لاستعار جهنم الحمرا، وقد تكرر أيضا فعل اندلاع النيران في عدد من القرى لاسيما جنوبا، وسط فقدان وسائل الإطفاء المتطورة أو المتخلفة على حد سواء وذلك في وطن لا يزال يتناحر على وضعية مأموري الأحراج، ولا يمنح الحقوق لمتطوعي الدفاع المدني.

وبين حريق واضطرابات عصبية سياسية، فإن لبنان لا يزال غريقا على بحر الخليج، وأجد التصريحات جاء عبر وزير الخارجية السعودي الذي طالب الطبقة السياسية اللبنانية باتخاذ ما يلزم لتحرير لبنان من هيمنة “حزب الله”، متهما الحزب بأنه يبذل قصارى جهده لعرقلة تحقيق انفجار مرفأ بيروت.

لكن فيصل بن فرحات تحدث للمرة الأولى عن أمله بأن تتغير الظروف في لبنان بطريقة تسمح للسعودية بالعودة الإيجابية، وهذه الإشارة سبقها كلام يفتح إيجابيات أدلى به وزير خارجية أميركا أنطوني بلينكن بعد محادثات أجراها مع نظيره القطري في واشنطن قائلا: “سيكون من المهم جدا لأصدقاء لبنان وداعميه المتعددين إظهار دعمهم لهذا البلد في وقت الحاجة الى منحه فرصة المضي قدما في برنامج رئيس مجلس الوزراء، ومواجهة التحديات الاقتصادية المحلية وتحقيق أكبر قدر من الاستقرار”.

والإشارة اللافتة جاءت في نظرة من بلينكن إلى وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قائلا: إن “هذا الأمر جرى نقاشه معا والولايات المتحدة تبحث مسألة دعم لبنان مع عدد من الأصدقاء والشركاء”. وتزامن هذا النقاش مع زيارة يعتزم وزير خارجية قطر القيام بها لبيروت، وهي كانت قد أعلنت منذ قمة المناخ في اسكتلندا، فهل يكون أول الغيث قطر؟.

وفي الغيث الاغترابي، فإن أسبوعا واحدا يفصل عن انتهاء مرحلة تسجيل المغتربين. قد تكون الأرقام الواردة ضيئلة لتاريخه، لكن المنتشرين في الخارج وحدهم يرون لبنان من فوق  وبجدار عازل عن خلافاته وتقاطيعه الحزبية والسياسية والطائفية، يصلهم لبنان من جنوبه الى شماله ويحبونه بجنونه، ووحدهم لديهم القدرة على المساهمة في التغيير وقلب الواقع،  لبنانهم أخضر حلو تسكنه أحلام الغربة ولقاء الاحبة وبأصواتهم البعيدة يصبح الوطن أقرب.

ربما هم مثلنا يخافون على البلد وأولاد البلد، لكنهم لا يرون منه زواريبه وأحيائه المتقاتله. لا يصطفون عند مفارق الطيونة وعين الرمانة، ليس لديهم النياب بحروب إلغاء، ولذلك هم “قلب لبنان” الذي بيدة أن يقلب معادلة لبنان الانتخابية. نعم صوتكم غدا “تفضيلي”.