في غياب حكومة ميقاتي اشتعلت حكومة بشامون وتعذر إطفاء النيران في البلدة ساعات وسط تحرك فوري لوزير البيئة ناصر ياسين وإطلاقه ندءات الاستغاثة فالاحراج المنحدرة والوعرة وازدياد سرعة الرياح وعدم توافر العناصر المتطورة، كلها عوامل ساعدت على تسريع الحريق والقضاء على مئة ألف متر مربع.
من المساحات الخضراء لكن أكثر الطرق وعورة تلك المؤدية الى جلسات مجلس الوزراء التي لا تزال النيران تطوق طاولتها وتهدد بحرق أخضرها وأصفرها وبرتقالها وكل ألوان الطيف السياسي ولن تأتي الحرائق على الاف الامتار المربعة من المساحات الحكومية فحسب بل يتمدد اللهب إلى المساحات النيابية ليقضي على انتخاباتها وفي التحليل والمواقف.. كله يعلن عكس ما يضمر.. ويتخفى بدور الإطفائي وفي طليعتهم تكتل لبنان القوي الذي قال إن استمرار التعطيل الحكومي غير مقبول ولا مفهوم ولا مبرر فالحكومة تبدو في حال استقالة غير معلنة مطالبا بعقد جلسة خاصة لمجلس النواب لمسائلتها عن اسباب غيابها وصوت رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط سياسيا مع انعقاد الحكومة كي تستطيع أن تقوم بما تستطيعه من خلال المحادثات مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية لوقف الانهيار الذي نشهده كل يوم أما رئيس حزب القوات سمير جعجع فنافس الجميع وقال إن حزب الله وحلفاءه يعملون لتأجيل الانتخابات أو تعطيلها لتأكدهما من خسارة الاكثرية النيابية محذرا من أن هذه الخطوة ستقود لبنان إلى مزيد من “الموت البطيء” لكن كل هذه المواقف
لا تعلو على صوت الرئيس ميشال عون من قناة الجزيرة في قطر عندما سئل عن مصير الوزير جورج قرداحي.. فأصيب رئيس الجمهورية بنوبة صمت عقدت المذيع وأنسته سؤاله الثاني مجموع هذه المواقف بين الصامتة والمتحركة تقود في نهاية طريقها إلى احتماء الطبقة السياسية بصفقة تسوى على نار التحقيق القضائي.. بحيث تفتح عصر التمديد بفرعيه الرئاسي والنيابي والمعيب في الصفقة أن الطبقات السياسية المتراكمة تعمل لغدها لتأبيده وإطالة عمره وحمايته من سيف القضاء المصلت فوق رقابها فيما الغرب لا يزال معتقدا أن هناك انتخابات نيابية ستجرى في مواعيدها ويعد العدة لها.. ويعبد طريقها باستجرار الطاقة ووفق مساعد وزير الخارجية الأميركي للنفط والغاز آموس هوكشتاين: فإن الغاز المصري والكهرباء الأردنية آتيان قبل الانتخابات النيابية وقال إن البنك الدولي يعمل على ذلك بجهد كبير وإني كل أسبوع يمر أصبح أكثر تفاؤلا بحيث سنكون في موقع الحصول على تدفق الغاز إلى ربط الشبكات الكهربائية في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر والمتفائل الثاني كان وزير الطاقة وليد فياض الذي اجرى اليوم محادثات في الدوحة مع نظيره القطري بحضور اللواء عباس ابراهيم.. وأعلن عن اتفاق تغويز الغاز القطري المسال لتغذية مؤسسة كهرباء لبنان على أن يتم اختيار منطقة العقيبة الأردنية لهذه العملية ومن ثم ينقل الغاز من الشمال اللبناني عبر سوريا أما “تغويز” الحكومة فتلك مهمة سيتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب جبران باسيل لتأمين السائل السياسي الذي يوفر تغذية رئاسية نيابية أربعا وعشرين على أربع وعشرين.. ومن بعد التمديد: الطوفان الدولي.. ولتذهب الدول إلى تنفيذ تهديداتها بتشديد الطوق على لبنان ومعاقبة أبنائه.