IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/12/11

سجلت دبي أنها أصبحت أول حكومة غير ورقية على مستوى العالم، وأن معاملات المواطنين والمقيمين فيها لن تحتاج الى أي ورقة، والحال من بعضه في لبنان، لكن بفارق مدمر، يكمن في أن حكومتنا رجال من ورق، وأن معاملاتنا الرسمية لن تنجز لا بالاستحصال على المستندات ولا بالترميز الرقمي، لكون الموظفين في القطاع العام ما عادوا يداومون، فيما حوافزهم المالية التي وعدوا طارت بتعطيل الحكومة، وبرفض رئيس الجمهورية التوقيع على المراسيم في ظل حكومة قائمة.

والحكومة “هون ومش هون”، قائمة وغير مقيمة في مجلس الوزراء، تحاكي المواطنيين على انهم رواية في مسرحية “ناس من ورق” ولا تلتفت الى صراخهم وأنين ليرتهم وصقيع أعيادهم، والصهيل السياسي يرتفع بين أن رئيس جمهورية لن يوقع مراسيم بالمجان، ورئيس حكومة لا يريد ازعاج خاطر الثنائي الشيعي، ورئيس مجلس يعطل على “الميلين”، السياسي والقضائي، ويطلق العنان للوزير المرتضى بنشر ثقافة العداء للقضاء، وهو الذي تخرج قاضيا من محرابه.

وبدت الأمور عالقة عند الثلاثي الحاكم، فيما لجأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مزيد من التقوى في زيارته دار الفتوى، ومن هناك طمأن الى أن الانتخابات النيابية ستجري في مواعيدها، لكن ذلك بحاجة الى مجلس وزراء، ونحن نعمل لتفعيله.

وعلى أرض الواقع، فإن التفعيل غير ظاهر للعيان، لا بل ان الأزمة تأخذ منحى تصاعديا في تفعيل الخلافات. ولم يستثمر ميقاتي في الاتصال الثنائي مع ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي والذي أصبح في غضون أيام قليلة، نداء سداسيا عبرت عنه كل من السعودية والبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت، في بيان شبه موحد، ان دول الخليج مجتمعة أكدت على مطالبها ومحاذيرها وشروطها لعودة العلاقات مع لبنان، ولم تكن مصر بعيدة عن هذه المحاذير بعد لقاء ميقاتي بقياداتها، وهي وفق ما نقل مصدر ديبلوماسي مصري لصحيفة نداء الوطن، وجهت رسالة واضحة للحكومة اللبنانية، بأن: “إعملوا أي حاجة” لإثبات جديتكم وعزمكم على الخروج من الأزمة.

“والحاجة الوحيدة” التي عملها ميقاتي أنه زار مرجعيته الدينية قبل أن يغرد على التويتر، مثمنا جولة ولي العهد السعودي، والمساعي المستمرة لتعزيز أطر التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية كافة، ولبنان من ضمنها، وقال: “أقدر التأكيد الثابت خلال الجولة على دعم لبنان واللبنانيين، وأن يكون منطلقا لخير الدول العربية”.

وبهذه التغريدة يكون ميقاتي قد دفع بتهمة التعطيل عنه ووضعها في خانة غيره وعاش في عالم ثان. أما لم شمل الحكومة والعودة الى تصليحها من الداخل وبدء تنفيذ الاصلاحات ووضع بيان السداسية الخليجية على طاولة البحث، فهذا كله غير وارد في المدى المنظور. وسيؤكد رئيس الحكومة من خلال المعالجة “بالتغريدات” واللجان الطائرة أنه عاجز عن فرض الحل، وسيعزز الاتهام الخليجي بان التعطيل هو شراكة بينه وبين “حزب الله”.