Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/12/18

على أوتوستراد الطيونة الكازينو السريع سقطت الخلافات وبالدماء تعمدت التحالفات ومن أجل الفوز بنقابة الميسر جرى اللعب من فوق الطاولة بتحالف رباعي ضم حركة أمل والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والمردة. في حرب الكازينو استخدمت كواتم الصوت ولا صوت يعلو على المصلحة الانتخابية ومن كان حتى الأمس القريب في عداد المغضوب عليهم, صار حليفا والدم الذي أهرق على الأسفلت لم يفسد في التحالف الانتخابي قضية وأثبتت النتائج أن خصم السياسة والشارع هو نفسه حليف الكازينو لتنتهي المقامرة بأرواح الناس بتأمين حاصل الفوز في صناديق الانتخاب وتتقدم لائحة “حماية الموظف” المدعومة من الأحزاب آنفة الذكر على حساب لائحة “نقابتي” التي طرحت نفسها لائحة عمالية مستقلة عن الإدارة تتألف من خليط سياسي متنوع وآخر مستقل ذي وجوه شبابية جديدة.موقعة الكازينو بسلاح الورق الأبيض لم تنسحب على مواقع التواصل الاجتماعي وهناك اندلعت الحرب بين جيشين افتراضيين على منصة تويتر وبين ال “مش نبيه” و”جنرال جهنم” أبدع مناصرو حركة أمل والتيار الوطني الحر في استخدام كل أنواع الأسلحة ومن العيار الثقيل، واستعان الجيشان الأخضر والبرتقالي بفضائح كل منهما ونشرها على حبال التواصل ورب ضارة نافعة في أن يكشف الضد فساد الضد الآخر.

وليس وحدها منصات التواصل فالتة بلا حسيب ولا رقيب وحروبها تنتهي بمجرد أن يتصافح الزعماء وعفا الله عمن “غرد” فما يضارب عليها منصات ترفع البلد على أجنحة جنرال أخضر وترمي بالليرة إلى سابع حضيض ولا من يجرؤ على وقف حرب الدولار ضد الليرة لأن الأغلبية الساحقة من أصحاب القرار متورطة ومنغمسة في جمهورية الصيرفة غير الشرعية وليس من يقف في وجه جحافل الصرافين المنتشرين منهم والمتحورين في زواريب الصرافة الضيقة وإذ أخذ برنامج “يسقط حكم الفاسد” على عاتقه ملاحقة الصرافين غير الشرعيين بالجرم المشهود فإن دور الأجهزة الأمنية ولجنة الرقابة على المصارف ملاحقة المضاربين في أوكارهم أما الاتكال على النيابة العامة المالية” فرع علي ابراهيم” فرسمالها “فنجان قهوة”.

ما تقدم عينة عن بلد يدار بالتراضي وعن خلافات تسقط “بكارت” التحالفات وما رأيناه في الكازينو سنرى مثيله غدا في التصفيات النهائية لخوض الانتخابات النيابية وعلى طريقها سيختلط التعطيل بالتأجيل وصولا إلى إلغاء الاستحقاق عن بكرة صناديقه وتفجيره بلغم التعيينات وإضافة إلى رهن الحكومة بتطيير المحقق العدلي فإن أحد أبرز أسباب عرقلة عمل مجلس الوزراء هو الهروب إلى الأمام من التعيينات.

وعلى هذه الصورة القاتمة فإن لبنان لم يكن بحاجة إلى شهادة مصدقة من البيت الأبيض ليترفع من خانة دولة مارقة إلى رتبة دولة فاشلة فالشهادة من بلد المنشأ الأسود “كافية ووافية” وحاصلة على براءة اختراع محليا ومطابقة لكل المواصفات. بالتكافل والتضامن وبمفعول رجعي عن ثلاثين عاما إلى الوراء نجحت الطبقة الحاكمة بقيادة لبنان إلى الانهيار ومنه إلى الجحيم ورمت به إلى قعر الدول.