IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 25/12/2021

في الطريق إلى جهنم سيلتقي اللبنانيون تلسكوب “جيمس ويب” المتمم لتلسكوب “هابل”. وكالة ناسا أطلقت اليوم جيمس في مهمة تلامس المستحيل إلى الفضاء وتمثل قفزة علمية ستحمل معها البشرية إلى حافة أول الزمن حيث سيجري سبر أغوار الكون والإضاءة على سؤالين طالما شغلا العقل البشري: من أين أتينا؟ وهل نحن وحدنا في هذا الكون؟.

أما مسبار “الهبل” اللبناني فاختصر الطريق وأوصلنا إلى الجحيم الموعودة في مهمة غير مستحيلة أبطالها الرئاسات الثلاث بأضلاع سياسية اقتصادية أمنية وقضائية. وإلى أن نعرف من أين أتينا فاللبنانيون يعرفون إلى أين ذاهبون إلى الانهيار ومنه إلى الدولة الفاشلة. وإلى أن يثبت بالوجه العلمي أننا لسنا وحدنا في هذا الكون فقد ثبت بالوجه الشرعي لسلطة لبنانية فقدت شرعيتها وصدقيتها أن لا مثيل لها في مجرة درب التبانة وأخواتها وأن هذه السلطة أعادت بلدها إلى العصر الحجري وما قبل التاريخ وجلست على الأطلال تبحث في جنس ملائكة الميثاقية وفي نسف أسس الدستور واللعب على القوانين بالصفقات والتسويات وتعليق مشنقة الحكومة على حبل العدالة لغايات في نفس “قبع القضاة” وتبادل المصالح على قاعدة “مددلي تمددلك”.

لا صورة تشبيهية أخرى للبنان في النظام الشمسي فلهذا البلد فرادته في زعماء أوصلوه إلى الحضيض ودفعوا جيشه الوطني إلى تسول صموده. بالأمس بكاه الوزير السابق الياس سابا واليوم خرجت صرخات الاستغاثة من برادات البيوت الفارغة عبر زوجات جنود في الجيش اللبناني أمضت عائلاتهم ليلة العيد ببطون خاوية، واستقبلت نهارها على إعلان رئيس الجمهورية من بكركي أنه يعتذر عن عدم الكلام اليوم و”بتلاقوني يوم الاثنين وساعتها رح نحكي” وأمام الجنرال متسع من الوقت ليضمن كلامه مأساة جنوده وهو يتحدث عن محنة الدولة وبحسب مصادر بعبدا فإن مضمون الكلام قيد الدرس وهو سيتناول الأزمة الحكومية وقضية المرفأ ليس من باب الاتهام بل من طاقة توصيف الحالة وتحديد المسؤوليات.

الكلام المؤجل لن يخترع البارود ما لم يرفق بالحلول وتسمية الأشياء بأسمائها خصوصا أن الوعد بالإطلالة جاء بتأشيرة عبور منحه إياها رأس الكنيسة المارونية حيث في قداس الميلاد وعلى مرأى ومسمع رئيس الجمهورية طالب البطريرك الراعي المسؤولين بالكف عن جريمة تعذيب اللبنانيين وأهاب بالحكومة ألا تخضع للاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية. وكلام الراعي معطوف على تشخيص المطران عودة لحالة لبنان بقوله إن بلدنا عالقٌ بين مجلس وزراء معلق الأعمال وتحقيق يعمل السياسيون لتعطيله. وما بين هذا وذاك جدد البابا فرنسيس قلقه وفي رسالة الميلاد من الفاتيكان قال إن لبنان يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة وظروفه مقلقة جدا ودعانا الى أن نفتح أنفسنا على الحوار باتجاه المصالحة والقوة.

والبابا في رسالته ذهب أبعد من هم لبنان وطالب الشباب في الأراضي المقدسة مهد السيد المسيح بألا يهاجروا وأن يلتزموا أرضهم وتاريخهم وأن ينظروا دائما إلى الأفق وهو ما لا ينطبق على الشباب اللبناني الذي طار نصفه على أجنحة الهروب والهجرة ومن بقي منهم فالفقر أمامه واللجوء إلى الممنوعات وراءه وهو ما ستسلط الجديد عليه الضوء في سياق النشرة حيث بات للكابتاغون ديليفيري.