Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 30/12/2021

انقطاع النفس يجر العام آخر أذياله وعلى ما تسلمه يسلم الأمانة لخلفه عالما  موبوءا بفيروس تفوق على السياسة والسياسيين بمتحوراته وشل دوران الكرة الأرضية بجائحة ضربت اقتصادات كبريات الدول وأدخلت كل القطاعات غرف العناية الفائقة مناعة القطيع لم تصمد أمام كورونا وأخواتها فغزت العالم بأوميكرون الآتي من رحم دلتا وسجل عداد الإصابات أرقاما قياسية مرجحة للارتفاع مع إحياء عيد رأس السنة.

بعض الدول فرضت حظرا على نفسها وانغلقت على ذاتها ودول اتخذت إجراءات صارمة للحد من اجتياح الجائحة أما لبنان فتركه مسؤولوه لقدره وبعد أن وقعوا في الحيرة والأخذ والرد شرعوا أبواب البلد لترقيع الوضع الاقتصادي المنهار وتركوا قرار الإقفال لما بعد العيد

اليوم سجل عداد الإصابات أربعة آلاف وخمسمئة وسبعة وثلاثين حالة وفي الأيام المقبلة سيجد الدولار من ينافسه لتبوء المركز الأول بلا رادع لكن الأمر متروك لوعي المواطنين والتزامهم بالأجراءات الوقائية كي لا تذهب السكرة وتحل الكارثة في بلد متهالك لا يقوى على التقاط النفس فشدوا  الأحزمة و”خليكن بالبيت” وخلوا عينكن على الجديد فغدا  نهاركم الموعود بالمفاجآت والهدايا ولن تكونوا مضطرين للوقوف بالطوابير فالدولار سيأتيكم بنفسه غدا إنسوا كلمة “ألو” واستبدلوها بالجديد واحذروا التقليد.

وهذه النصيحة لا تنطبق ولا يسري مفعولها الليلة على مكالمة بوتين بايدن المرتقبة وإذا كان لبنان على كف عفريت فالمنطقة على كف عفريتين : أميركي وروسي وعلى تواصلهما الليلة سيبنى المقتضى في لبنان والمنطقة على أن تكون أوكرانيا نقطة الانطلاق بايدن قلق جدا إزاء الحشود الروسية وبوتين سيعرض على بايدن مسارا دبلوماسيا للخروج من النفق الأوكراني لكن مستشاري الطرفين أجمعوا على وحدة مسار المفاوضات لتسوية المشكلات.

أكبر قوتين عظميين تتحاوران على رمال الأزمات المتحركة وكل طرف يسعى لتثبيت أقدامه في مكان تواجده وتأثيره تحديدا في أماكن النفوذ في المنطقة والإقليم بالتزامن مع أجواء فيينا الإيجابية حيث سجلت المفاوضات النووية تقدما ملموسا ظهرت نتائجه في تراجع حدة اللهجة العدوانية الإسرائيلية اتجاه الجمهورية الإسلامية وانتقلت من مربع المناورات والتهديد بالحرب إلى صفوف المراقبة.

إذا عام ينقضي على ملفات مفتوحة على كل الاحتمالات وأغلبها ينتظر اتفاقات خارجية تنعكس استقرارا على أكثر من منطقة وساحة وإن كان لبنان إحدى هذه الساحات فمصيبته مضاعفة بوجود منظومة دمرت البلاد ودفنت رأسها في الرمال تهرب  إلى الأمام بطروحات عفى عليها الزمن وبطاولات رديفة عن طاولة مجلس الوزراء تفتعل حروبا جانبية بالصفقات في مجالسها الدستورية وتعطل مجلسها الوزاري لقنص القضاء وتدعو لتفعيل العمل الحكومي لا من باب لجم الانهيار واتخاذ القرارات بل لغاية في نفس تعيينات في المراكز الشاغرة في إدارات الدولة تشكل رافعة للتيارات المتهاوية انتخابيا والتي غيرت مجراها فاصابت حلفاءها بنيران صديقة ورفعت في وجههم بطاقة صفراء من دون أن تتخطى الخطوط الحمراءهذه الدولة وفي ذكرى رحيل رئيس مجلس الوزراء السابق عمر كرامي السابعة أعاد نجله فيصل تلاوة دستورها على الملأ فعودوا إلى الدستور واقرؤا مواده جيدا لأن الدستور بريء من دماء كل هؤلاء الصديقين.