IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 29-01-2022

عائشة بكار .. ليست مكة المكرمة لكن على باب دار الفتوى ضج الحجيج السياسي لأداء مناسك الولاء للميثاقية. وعلى مسافة أيام من إقفال باب بيت الوسط في وجه الاستحقاق الانتخابي، باتت الدار قبلة الأطراف السياسية وكل يرمي بجمرات قلبه على غياب مكون أساسي عن المسرح الانتخابي، بعد رمي سعد الحريري الحرم على مشاركته وتياره في الانتخابات.

لكن الطائفة السنية ليست بحاجة إلى من يرثي حالها وتاريخها زاخر بالطاقات والكفاءات، بكى الحريري ملكا لم يستطع الحفاظ عليه .. حفظ الرجال وبفعلته خلط الأوراق على طاولة الجميع وأسقط كل التوقعات وبيانات التحالفات، وأعاد الأمور إلى ما تحت الصفر في جميع الدوائر الانتخابية. ومن هذا المنطلق كان الهجوم الى دار الإفتاء من فراغ بيت الوسط وكل من زارها وسيزورها، إنما ليقدم براءة ذمة عن تطيير الانتخابات وليفتح اعتمادات في سوق الصرف الانتخابي، ويستخدم منبر أعلى مرجعية سنية لتسجيل المواقف وإرسال رسائل الى العرب والغرب، من أن الانتخابات حاصلة وفي موعدها.

وإلى جموع العازفين على هذا الوتر، انضم اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون بزيارة جذب العصب السني إلى دائرة “التيار الوطني” من باب الحرص على دور الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعها.

إلا أن وحدة لبنان معلقة على قرار عربي بعد رد لبناني حمله وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد غدا في الكويت. وفي معلومات “الجديد” أن بوحبيب سلم رسالة الرد الى نظيره الكويتي، وهو قال إن “أجواء الاجتماع بوزير الخارجية الكويتي كانت ممتازة وقد أعجبته الورقة اللبنانية”.

لا يملك لبنان إلا أن يعلن تمسكه بتنفيذ القرارات الدولية مع المحافظة على استقراره وسلمه الأهلي ولبنان أدرى بشعاب تلك القرارات، فالقرار رقم الف وسبعمئة وواحد مثخن بالخروق الإسرائيلية جوا وبرا وبحرا، حيث لا نملك سوى لعب دور العداد في تسجيلها، وتطبيق البند الثالث من القرار الف وخمسمئة وتسعة وخمسين الذي ينص على حل جميع الميليشيات وسحب سلاحها منها، متوقف على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، واحتلال هذا بسلاح ذاك، فماذا سيكون رد العرب؟.

مصادر مطلعة أفادت بأن السقف ربما سيكون عاليا، لكن هذا السقف سينهار على لبنان ولن يصيب إسرائيل بشظية موقف، وأمام المجتمعين غدا انتشال لبنان من مأزقه لا برميه في البئر، واستخدام علاقات حسن الجوار العربي مع الأميركي والإسرائيلي لتجنيب لبنان كأس العقاب المرة، والمساعدة على تحرير ما تبقى من أراضيه لا باعتقاله وفرض العزلة عليه وقطع العلاقات به، وصولا الى التهويل بطرده من جامعة الدول العربية.

لبنان معلق على مفاعيل اجتماع الكويت، وهو سلف العرب تاريخا من الدفاع عن القضايا القومية، ونزوحا نحو شأنه الداخلي فقد علق مشروع موازنته اليوم على التيار الكهربائي والسلفة التي طلبها وزير الطاقة، فهل في استطاعة سلفة أن تقوم بمرفق هدرت فيه مليارات الدولارات، شأنه شأن سدود ارتفعت لجمع مياه “متل اللي عم بعبي السلة مي”.