وضع لبنان على جهاز الفحص العربي لأخذ خزعة سياسية من رسالة الرد ومطابقتها مع الشروط الخليجية ودراسة قوة مناعتها إذا ما تناولت عقار 1559، وأظهر الاجتماع الوزاري العربي صورة شعاعية عن هدوء لم يعرف ما إذا كانت ستعقبه عاصفة، لكن المواقف الصادرة عن أحد العرب في دولة الكويت احتفظت بالدبلوماسية والانفتاح على سماع الرأي الآخر واقتصرت المعلومات على تسليم الرسالة في اجتماع وزراي مغلق لعشرين دولة في قصر السلام الكويتي وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أعلن الصباح أن الرسالة وصلت، والجواب قيد الدرس.
وإلى حين ظهور نتائج الدراسات العربية فإن لبنان قدم ما لديه “وما قلناه قد قلناه”.. ولن يكون قادرا على فلسفة الرد أكثر من ذلك وفي غياب المواقف الرسمية فإن التحليلات السياسية وبينها للكاتب سركيس نعوم على الجديد اليوم، أن هذا البلد لن يذهب إلى حرب أهلية من أجل إرضاء هذه المجموعة العربية أو تلك.. مع اعترافنا بجميلها على الداخل اللبناني. ووصف المذكرة بأنها إنذار.. فيما يصر لبنان على ما سماه “تجاهل العارف” والعارفون بالحروب يكررون أقوالهم بعدما جمدوا أفعالهم..
وعلى قرقعة السيوف الانتخابية تدور المعارك بمفعول رجعي لتذكر اللبنانيين بمآثر الحرب ونتائجها وقد اختارت القوات اللبنانية افتتاح الموسم الانتخابي بقولها إنها ذاهبة إلى المواجهة مع حزب الله علما أنها في مواجهات سابقة مع آخرين وبالتكافل والتضامن مع العماد ميشال عون في حرب الإلغاء استطاعت أن تدفع بطائفتها إلى الهجرة.. فأصبحت أعداد المسيحيين تربو على عشرين في المئة بعدما كانت تفوق الأربعين. اليوم معركة القوات في جزء منها تقضم الأصوات السنية، والجزء المتبقي تخزنه للمواجهة السياسية مع حزب الله. وهو الموقف الذي رد عليه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مستبدلا عبارات سابقة، قائلا: هذا البلد هو لنا ولكم، ونحن نقول للقوات اللبنانية إن مشروعنا مواجهة إسرائيل وأذنابها.. ولن نقبل بأن نواجه أحدا في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض.. فقد وأدنا الفتنة في مجزرة الطيونة التي قامت بها القوات لتجرنا إلى حرب أهلية وفي حال تأكد إجراء الانتخابات فإن الجميع سيحصد شعاراته في صندوق الاقتراع، من حزب الله إلى القوات وبقية الأحزاب والتيارات، والتي صنفها الدكتور سمير جعجع اليوم وغربل مسارها محددا أن كل صوت يذهب إلى التيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديدا لأوجاعه بيده، على اعتبار أن اللبنانيين خففوا من كل آلامهم عندما شاركت القوات في الحكومات السابقة ودورات مجلس النواب ووضع اللبنانيين أمام خيارات أحلاها مر يشق طريقه أيضا في الشارع السني حيث باتت الطائفة الكريمة أمام تأييد بيعة بهاء أو انتظار عودة سعد.. لكأن الإبن الأكبر للرئيس رفيق الحريري سيفني نفسه لتأمين تسعمئة ألف وظيفة للبنانيين، والتي خرج بها شقيقه الأصغر ولن يعود.
وعلى الرثاء السني.. الكل يدخل عامل طمأنينة وتهدئة نفوس.. وبعد زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد عبد اللطيف دريان إلى السرايا الحكومية وتأكيد الرئيس نجيب ميقاتي أن لا مقاطعة للانتخابات.. بدا أن رئيس الجمهورية “غير دريان” بهذا الموقف.. وقصد دار الفتوى لتكرار العبارة نفسها في زيارة غير مسبوقة لرئيس جمهورية منذ ستة وعشرين عاما. ولما كانت الانتخابات تحكم الزيارات والمواقف، فإن حركة أمل اختارت أن تعطي إشارة عبور انتخابية لكن من بوابة التعليم الثانوي الرسمي الحركة فازت بالرابطة.. فقم للمعلم وفه التبجيلا.