عشرون عاما من الإحصاءات الدقيقة لم تكن لتدقق يوما في هوية جواد عدرا ولا في ترشيحه وزيرا أجمعت عليه الإحصاءات السياسية لغاية كتابة هذه السطور وتقاطعت عند اسم عدرا السياسيات من جهات أربع فرئيس الجمهورية يحفظ له ودا تشاوريا. ووزير الخارجية يتبناه. والمرشح ابن طرابلس يسكن جغرافيا على مرمى غرفة من بيت الوسط مسقط رأس الحريري سياسيا أما غالبية أعضاء النواب السنة فليس لديها اعتراض على الاسم بل على المبدأ.
فيما حزب الله يمشي بما يقرره أركان دارة “أبو حسين” وبموجب هذه الإحصائية فإن عدرا كان الجواد الرابح لكل الأطراف لكن طرح الاسم جاء في عملية “كومندوس” مدروسة نفذها الرئيس نبيه بري بواسطة مغواره قاسم هاشم العضو السادس في اللقاء التشاوري فمن حيث لم يحتسب نواب المعارضة السنية جاءت ورقة قاسم لترسم الدهشة على وجوه النواب.
الذين اجتمعوا لدى منزل النائب عبد الرحيم مراد وأجروا تقويما للموقف والاسم. بعضهم أبدى امتعاضا. وبعضهم الآخر طرح وضع شروط على الاسم وأولها التزامه بكونه وزيرا يمثل النواب الستة المعارضين لا أي طرف ثان وعصفت بالتشاوري الافكار ذات التساؤل عن الحل الذي صفق له الجميع وتركهم في حيرة من أمرهم وعن اجتماع “فحص الجواد” غاب النائب قاسم هاشم “مرسال المراسيل” بين عائشة بكار وعين التينة وبرر تغيبه بأنه “مشغول” وقد عزت أوساط متابعة “انشغالات” نائب الجنوب الى التمعن بالسيرة الذاتية لجواد عدرا والتعرف عن كثب إلى الشخص الذي رشحه مندوبا وزاريا وخلطة الحل.
كانت في هذا الوقت تدور بين بعبدا وقصر بسترس وبيت الوسط حيث حمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تطورات الملف الحكومي إلى وزير الخارجية جبران باسيل لوضع اللمسات الأخيرة على الحل وما إن انتهى اجتماع الخارجية حتى غادرها باسيل متوجها الى بيت الوسط للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري وتبعا لما هو مرسوم وبعد تذليل عقبات توزيع الأسماء وفقا للطوائف فمن المتوقع إعلان التشكيلة في خلال يومين لتبدأ عندئذ أيام البيان الوزاري وجلسة الثقة سبعة أشهر من عمر التأليف.
تنتهي بحل أعلن الرئيس بري أنه كان مطروحا من ثلاثة أشهر فيما قال الوزير جبران باسيل إننا وصلنا إلى النتجية التي كان يمكن التوصل إليها سابقا فعلى من نضع اليوم مسؤولية التأخير وهدر وقت البلد؟ لماذا ضاعت سبعة أشهر. ستة منها على حسابات جنبلاط وجعجع. وشهر على حساب من كانوا يشتغلون ذهابا وإيابا على حل متوافر وبين الأيادي فاسم جواد عدرا كان رئيس الجمهورية أول من طرحه قبل شهرين. ودقة الرجل ووقوفه على خطوط الوسط دفعا إلى تبنيه شرقا وغربا وإذا كان خمسة من اللقاء التشاوري قد فوجئوا بالاسم. فإن “أرنب” نبيه بري التقط هذه المرة “الظرف” المغلف بشخصية اعتادت أن تكون مصدر معرفة للناس. وقبل أن تدخل التاريخ من معبر متحف نابو. ستدخل مجلس الوزراء من بوابة التمثيل السني المعارض. وهناك لن يشعر عدرا بالفرق مع حكومة “المحنطين” سياسيا.