بحزام ناسف لأمن أوروبا واميركا العظمى ، دخل فلاديمير بوتين الحرب ولم تنفع كل الوسطات والاتصالات في لجم النيران المتصاعدة من صناديق التخزين العسكرية في أوكرانيا وعلى قاعدة: الدبلوماسية بلا قوة تشبه الموسيقى بلا آلات عزف ضابط الإيقاع الروسي على الطبول العسكرية وقاد أوركسترا الجيوش والمظليين في مشهد عالمي جديد هو الأخطر أوروبيا منذ عام خمسة وأربعين تصرف سيد الكرملين وكأن أوكرانيا خنجر أميركي أوروبي في خاصرة روسيا الرخوة ولم يعبأ لا بالوقائع الجديدة ولا بالمثاليات أو بنتائج ثورات الشعوب الملونة وفي المقابل أسقط الغرب حساسية الجغرافيا والتاريخ وتجاهل عمدا مخاوف موسكو من المس بأمنها القومي عبر مد حدود الناتو إلى عمقها الحيوي وبدلا من القبول بأوكرانيا دولة حياد إيجابي بين قارتين كانت الولايات المتحدة تزرع على أرض الاتحاد السوفاتي السابق رادار الأطلسي وتصمم مع حلفائها هيكلا للأمن الأوروبي لا دور لموسكو فيه ولا رأي لها، بل على حسابها هي الحرب التي بدأت للتو وقد جاءت حصيلة ثلاثين عاما من التجاذب بين الغرب وروسيا وبخطوته الحالية يسعى بوتين لقلب النظام العالمي وفرض حضور بلاده في بقعة كانت منشأ الاتحاد كييف وفي ثاني خطاب له بعيد أصوات الفجر الصاروخية قال الرئيس الروسي إن ما يحدث الان هو إجراء اضطراري ولولا إقدامنا على هذه الخطوة لواجهنا تهديدا، لا أعرف كيف كانت دولتنا ستستمر من بعده ومع أولى رشقات النار على إقليم دونباس دعا بوتين العسكر الأوكراني إلى إلقاء السلاح والعودة الى المنازل وفيما خاطب بوتين العالمين الأميركي والأوروبي بلغة أمر اليوم كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستعيد شخصيته كممثل كوميدي وينشر على فيسوك عبارة ورثها من وزير الصحة اللبناني السابق حمد حسن “لا داعي للهلع” لكن بالاوكراني ولدى طلب المساعدة من الحليف الرئيس الاميركي جو بايدن لم يحصل سوى على عبارة “إن الغزو الروسي غير مبرر”، أما البنتاغون فقد اضطلع بدور عد الضربات وسجل عنده أن روسيا تركز على الأهداف العسكرية والدفاعية وتتقدم من ثلاثة محاور، وأن القتال الأعنف يدور في محيط مدينة خاركيف وداخلها وكمن ينشر بيانا عن خسائر الحرب قال البنتاغون: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كييف، وتقييمنا هو أنها تسعى لشل حكومة أوكرانيا، وتنصيب حكومة بديلة ولعل الموقف الاقسى جاء من بريطانيا التي أوقفت كل معاملات روسيا في نظامها المالي لتبقى إسرائيل المخيرة بين روسيا وأميركا وهذا سوف تترتب عليه حسابات جديدة في الميدان السوري أما تركيا فلم يعد بإمكانها إمساك العصا من الوسط فإما أن تغض الطرف عما تفعله روسيا وإما أن تعود جناحا متقدما كعضو فاعل في حلف الأطلسي على جبهته الجنوبية عند البحر الأسود وأسهل المواقف وأسرعها كانت عند البحر المتوسط في دولة لبنان التي اختارت اوكرانيا حيث دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة مثلى لحل النزاع القائم وفيما امسكت روسيا بمحطة تشرنوبيل النووية كان الرئيس فؤاد السنيورة يسيطر على تشرنوبيل انتخابية في بيروت وان بوقوع ضحايا من بيت المستقبل الذي اصبح من الماضي لديه وهو سعى اليوم لانتزاع شهادة مصدقة من دار الفتوى، قائلا إذا كان أحد قلقا من ترشحي فدعوه يزداد قلقا وفي انتظار أن يعلن السنيورة اجتياح كييف الثانية فإن حلفاءه في العاصمة ينتظرون حلف الاطلسي الانتخابي ليبنوا على الاقتراع مقتضاه من معراب الى البسطة التحتا ويشكلوا حلفا مكلفا عزل حزب الله .