لعبة التفاوض بالنيران تستمر فصولها في الحرب الروسية الأوكرانية فقد انتهت أولى جولات الاستطلاع التفاوضية وعاد وفدا البلدين كل الى مرجعيته للتشاور.
لم يحكم على المحادثات بالفشل إلا أنها لم تعط في المقابل صورة نجاح وأبقت على الأزمة مفتوحة في انتظار قرار الفلاديمرين الروسي والأوكراني وبينما اختار زيلسنكي المناورة عسكريا وسياسيا كان بوتن يخاطب العالم لا خصمه رئيس أوكرانيا متوجها من قلب مركز صناعة الصواريخ الروسية برسالة قوية الى الغرب واصفا إياه ب “إمبراطورية الكذب” ولعل أكثر هذه الصفات وضوحا جسدتها بريطانيا العظمى بموقفين متباعدين سياسيا وعسكريا فوزيرة الخارجية ليزا تراس ” نزلت الزيتي ” وأسست” فيلق لندن“.
ووضعت شعار “معا هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين أيضا” معلنة أنها ستدعم البريطانيين الذين يريدون الذهاب إلى أوكرانيا لمقاتلة الروس، لكن من وقف ضدها ليس فلاديمير بوتن بل وزير الدفاع البريطاني بن والاس نفسه الذي نصح مواطنيه بعدم السفر للقتال في أوكرانيا، وقال إن هناك طرقا أخرى للمساعدة.
والتضارب لم يكن على الجبهة السياسية فحسب بل امتد إلى الميدان العسكري ففي حين أكدت موسكو تقدم قواتها جنوبا، نفت كييف ذلك وقالت إن وتيرة تحركات الجيش الروسي أصبحت بطيئة بفضل مقاومة الأوكرانيين، وإن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية دفعت موسكوالى التفاوض من دون شروط مسبقة.
أما روسيا فقد طوقت ماليا وأعلن مسؤولوها تطويقها إعلاميا أيضا مع انتشار رواية الغرب في كبريات المؤسسات الصحافية العالمية لمصلحة أوكرانيا، وتطورت العزلة إلى كأس العالم فهذا الحدث العالمي الذي استضافته روسيا عام ألفين وثمانية عشر أصبح محرما عليها اليوم.
وبحسب نيويورك تايمز فإن الفيفيا يعتزم حظر المنتخب الروسي من المنافسات الدولية وإخراجه من المباريات المؤهلة لمونديال ألفين واثنين وعشرين علما أن مبدأ الفيفيا الدائم هو “أبعدوا السياسة عن كرة القدم“.
والسياسة محليا دخلت في مباريات التصفيات غير النهائية بين القاضية غادة عون ورؤساء مجالس إدارات المصارف الذين مثل عدد منهم أمامها اليوم على أن ” تكمل ع الي بقيوا ” غدا والخميس.
وقد رفع رؤساء المجالس شكواهم الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جلسة مبارات ودية لكن ميقاتي يكاد يكون نظيرهم في الشكوى وربما يكون قد نصحهم بشعار ” بدنا نتحمل بعض “.
وقد احتفظ رؤساء المجالس المصرفية بالصمت عن الاسئلة التي وجهت إليهم من قبل عون لكن قاضية جبل لبنان كانت قد أعدت العدة لاسئلة من النوع الهجومي وطالت الاسئلة علاقات هؤلاء برجا ورياض سلامة وهي بدورها رفضت البوح عن نواياها القانونية مستقبلا بعد تسريب معلومات تتعلق باتخاذها قرارات توازي بها حلف الناتو ضد روسيا.