IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 2022/03/02

من المرجح أن تنقلب الارض الروسية الاوكرانية رأسا على حرب وتتغير المعادلات في أعقاب البيان اللبناني على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة مدججين بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب ففي اجتماع الاركان توجه البيان الرئاسي الى الجمعية العمومية للامم المتحدة طالبا اليها العمل لتعزيز فرص التفاوض بين الجانبين الروسي والاوكراني للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

واللافت ان موقف لبنان من الحل السلمي قابله أعلان بقائه منسجما مع موقفه المعلن سابقا لناحية ادانة روسيا والطلب إليها وقف العدوان فورا وبذلك يخرج الوطن الواحد بموقفين اثنين وكلاهما صادر عن المرجعية نفسها.. حيث لا انفصاليون كتبوا البيان الاول ولا قوات رمضان قاديروف كتبت البيان الثاني.

لكن الامم المتحدة قد تعمد الى تبني البيان اللبناني وليس مستبعدا أن يحتكم فلادمير بوتن صاغرا الى وقف اطلاق النار ” ويضبضب” عسكره من الجبهة منعا للتصادم مع موقفين لبنانيين شرقا وغربا وإذا كان لبنان قد سجل زركشاته الدبلوماسية على ورق الجمعية، فإن اجتماع الامم الليلة سيكون أقل من الحبر على الورق، لاسيما أنه يتجه الى سلاح التوبيخ ضد روسيا واستخدام المنصة الاممية لتطيير مواقف في الهواء، ولم تغير السلوكيات الدولية من مجريات الاحداث سواء في الميدان أو على الصعيد السياسي.

إذ توجه المفاوضون الروس والاوكران الى بيلاروسيا لخوض جولة ثانية من المفاوضات وعوض الغرب عن دعمه العسكري المباشر لحليفه الاوكراني، بقصف موسكو بعبارات التنديد وبمزيد من العقوبات المالية والاقتصادية.

وكرر الرئيس الأميركي أن قوات بلاده لن تدخل في معارك مع القوات الروسية في أوكرانيا، وهي ستدافع فقط عن أعضاء الناتو، وأن مهمتها هي الحيلولة دون التقدم الى غربي القارة الأوروبية إذا ما قرر الرئيس الروسي ذلك.

وفي الحسبة العسكرية وفيما يواصل الجيش الروسي محاولة تطويق كييف من محاور عدة، تركز القصف على مدينة خاركيف ثاني أكبر المدن الأوكرانية في الشمال. لاسيما على مقارها الحكومية والعسكرية والأمنية.

وتضاربت الانباء في شأن سيطرة الروس على مدينة خيرسون في الجنوب. وأكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم طوقوا ماريوبول بالكامل وإذا نجحت روسيا في الاستيلاء على ماريوبول والأراضي المحيطة بها فستسيطر على بحر آزوف المفتوح على البحر الأسود الذي سيصبح بحرا.

داخليا وعلى البحور اللبنانية المخطوفة بحرب ترسيم وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الشعب والمفاوضين والمحللين والإعلاميين عند حدودهم وقال لهم بتغريدة واحدة: انا المفاوض الاعلى، وانا من يحق لي توقيع المعاهدات.

وأن الرئاسة خارج دائرة الاستهداف قال عون كلامه هذا بالتزامن مع تلقيه اتصالا من مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند وتناول تطورات ملف ترسيم الحدود من جملة ملفات تتعلق بصندوق النقد وزيارة وفد الخزانة والموقف الرئاسي ذو الملكية الفكرية يعبد الطريق لوصول الموفد الاميركي آموس هوكستين الى لبنان مجددا، ويمنحه الاشارة الى أن رئيس الجمهورية وحده من يقرر وحصريا ووفقا للدستور في مسألة توقيع المعاهدات الدولية.

فكن مطمئن البال، ولا خوف على تسريب التفاصيل لأن الصفقة كان قد صنفها الرئيس عون في إطار أسرار الدولة وأمنها القومي.

وعلى هذا الحراك البرمائي سمعت أصوات حزب الله من الأعماق وللمرة الاولى في مسألة الترسيم، ورعد رئيس الكتلة منتقدا هوكستين  وأطلق عليه تسمية الثعلب اللاعب بقسمة الجبنة بين المتخاصمين وأطلق موقفه الشهير: لن ينقب الاسرائيلي ما لم ننقب نحن و”يروحوا يبلطوا البحر“.

لكن، هل اكتشف حزب الله ملعوبا رئاسيا ثلاثيا هنا؟ أم انه زود تفاصيل التسوية سابقا، وصمت طويلا ثم أطلق موقفا معترضا ليسجل: اللهم اني كنت قد اعترضت؟

فالاميركي الثعلب هو ثعلب منذ بدء الترسيم قبل اكثر من عشر سنوات، فلم الاعتراض اليوم فقط وعلى توقيت يمهد فيه رئيس الجمهورية لإبرام الصفقة؟