لا شفاعة عدرا نفعت ولا أمنية حكومة الميلاد المجيد تحققت. “اللقاء التشاؤمي” تخلى عن جواده الرابح ليتحول إلى حصان طروادة التسويف لا التأليف. زيارة جواد عدرا دارة فيصل كرامي، كانت كافية لنسف تفاؤل الساعات الماضية بقرب الولادة السباعية. فالرجل لا يرضى بأداء دور الكومبارس في مسرحية التمثيل الحصري. و”التشاوري” في المقابل قلب الطاولة على مؤلفيها.
وفي المعلومات، رئيس الجمهورية يرفض معادلة الوزير الملك، أو الوزير اللغم القادر على تفجير الحكومة في أي لحظة. ورئيس التيار القوي يصر على أن يكون عدرا من حصة الرئيس وتياره أو لا يكون. وبذلك عود إلى الوصية الحادية عشرة: الثلث المعطل.
“حزب الله”، رأى أن تغيير أي بند من بنود مبادرة اللواء عباس ابراهيم الخماسية، يعني نسفها كليا. رادارات النائب وليد جنبلاط رصدت سقوط الاعتراف المحلي بحكومة الوحدة الوطنية قبل ولادتها. اللواء عباس ابراهيم رأى أن مهمته أنجزت ولا علاقة له بنزاع تناتش الحصص والحقائب، فهو حرر “المخطوفين” لكن جهة خاطفة أخرى أعادت ربط النزاع.
أما الرئيس المكلف فلم يكلف نفسه تقديم تشكيلة قال بلسانه إنها أنجزت، واكتفى بزيارة عراب جواد الحل، ليجد أن طبخة الرئيس نبيه بري لم تنضج بعد، فعلى حد قوله للاعلاميين: ما قلتلكن ما تقولوا فول تيصير بالمكيول.
وفي وقت انتظر اللبنانيون خبر وصول الحريري إلى بعبدا لاعلان عيدية الأعياد، اعتذر الرئيس المكلف حتى عن حضور الريسيتال الميلادي في القصر الجمهوري، منعا لالتقاء الساكنين. الاعتذار عن الحضور السماوي، يضع الحريري على درب الالام وليس في مغارة الميلاد. ولا يبدو ان أحدا يتطلع إلى هذه الجلجلة، فالقصر الذي دخل إلى العيد، بعيد عن هموم بلد على فوهة جبران، فيما الرئيس القوي يشهد على عداد الوقت الضائع من عمر العهد. سبعة أشهر والرئيس المكلف يضرب الوعود بعرض الحقائب، ليتراجع عنها ويعيد توزيعها وفق بعثرة الاتفاقات المبرمة مع معظم الأطراف.
أحرقوا الوقت والعهد والمرشحين معا، وضمنا جواد عدرا، رجل الاحصاءات الأكثر دقة، والذي حسبها وحسمها لصالح بقائه معادلة غير خاضعة للمساومات. اليوم اقترب العيد وابتعدت الحكومة. الحقيبة تطير من طرف إلى آخر، وما يلتزم به الحريري مع “التيار” يتراجع عنه مع الثنائي الشيعي. زحمة تعقيدات تطغى على زحمة السير في موسم الأعياد، وما على اللبنانيين إلا التضرع: “يا عدرا شدي القدرة”.