IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 12-3-2022

أنزلت الأسلحة التقليدية الى المعركة الانتخابية وكل يستخدمها على دائرته واشتداد حواصلها .. ومع تعطيل (الميغاسنتر) الذي طرح حجر عثرة في طريق الاستحقاق، فإن العطب الأساسي أصبح محصورا بتمويل هذا النهار المكلف رسميا. فالداخلية وإن حسم وزيرها بسام المولوي إجراء الانتخابات في موعدها وقال “أن لا أحد سيجرؤ على تأجيلها”، فهي تواجه فقدان المستلزمات الانتخابية ويتعذر على المديرية العامة للشؤون السياسية استكمال مهامها اللوجستية والإعداداية كالطباعة والحبر وأوراق لوائح الشطب والصيانة، ما لم تتوافر لها الاعتمادات المالية.

والصعوبات تمتد إداريا إلى أقلام الاقتراع وموظفي الدولة الذين هم اليوم في حال عصيان مدني وامتناع عن الالتحاق بأعمالهم، نظرا الى تكلفة النقل. كما أن المعلمين وأساتذة الجامعة بكل فروعهم الأكاديمية هم في وضع إضراب دائم، فيما القضاة في حال اعتكاف.

وعلى كل هذا التمرد الإداري، فإن فقدان المحروقات سيحل صوتا تفضيليا على هذا الاستحقاق المعتم، لكن العقبات تلك لم تسد الطرق الى الترشيحات وإعلان اللوائح وفرز التحالفات. وإذا كانت بعض أحزاب السلطة قد أفرجت عن أسماء مرشحيها للدوائر وأبقت على الآخر مستورا إلى حين نفاد المهل، فإن قوى التغيير قدمت اليوم أولى الصور الموحدة عن تحالف أعلن من بيروت ويضم في مرحلته الأولى: الكتلة الوطنية، و “خط أحمر”، و”لقاء تشرين”، و”عامية 17 تشرين” و”تقدم”.  وعلى شعار “وحدتنا بداية التغيير” قدمت  قوى التغيير الورقة السياسية والمقاربة المشتركة لها في إطار مشروعها السياسي والإصلاحي لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في مختلف المناطق والدوائر، وللوقوف صفا واحدا بوجه المنظومة التقليدية الحاكمة. والأهم في المشهد الجامع أن هذه القوى لم تهول بالإنجازات وتقدم طروحات تناقض خيارات الشارع.

أما التهويل بخطر المقاطعة والتحذير من ملء الفراغ بعبوات ناسفة للمستقبل، فيعمل عليه الرئيس فؤاد السنيورة من بيروت إلى بقية الدوائر ..علما أن هناك شخصيات سنية على قدر طموح أهل البلد تخوض هذه المعركة، وقد تحدث مشاركتها تغييرا في تمثيل هذه الطائفة التي يتنازع عليها اليوم كل من أراد تقديم أوراق اعتماد للخارج.

وفي مقابل نزول سلاح “حزب الله” عنوانا للكسر الأعلى واتخاذ هذا السلاح مادة قابلة لاشتعال الصناديق، فإن الحزب قال عبر نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إن “الانتخابات النيابية المقبلة مهمة لتحديد الأوزان السياسية”، وإن عنوان هذه المعركة عند من سماهم “أتباع أميركا في لبنان” كسر حزب الله وإبعاده عن الحضور السياسي المؤثر.

وبينما يخوض الحزب هذه الحرب ديمقراطيا منزوع السلاح، فإنه بدا أيضا منزوع القوة من ملف ترسيم الحدود وأبقى على سياسية الحياد، لكن مع ” رش” بعض المواقف المعترضة على قضايا ليست في صلب الصراع. والترسيم وحده لم يدخل صندوق الانتخاب مع أنه المادة الأكثر غنى وثروات وسيادة وانتزاع حق من العدو .. وبإبعاد الترسيم ومرسومه المتجمد في القصر الرئاسي والإصرار على حق لبنان في الخط التاسع والعشرين، فإن حزب الله يقترع هنا بورقة بيضاء، ويعقد الوفاق مع الثلاثي الرئاسي ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي الذي أعطى الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين موافقة بالأحرف الأولى.

وإذا كان الترسيم قد وضع على خط التسوية الساخن ومن دون تحفظ، فإن ملف النازحين السوريين يشهد نزاعا بين وزيرين اثنين .. فيما قررت رئاسة الجمهورية منح تأييدها لوزير الشؤون هيتكور حجار، على حساب وزير المهجرين المختص عصام شرف الدين.