IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2022/04/10

افتتحت السعودية موائد العودة إلى لبنان بدعوات إلى الإفطار.. بدأتها باستضافة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم، وتستكملها غدا بدعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورؤساء جمهوريات وحكومات سابقين وسفراء دول عربية وغربية.. ديار اليرزة المفتوحة على توقيت مدفع رمضان أرست أجواء تفاؤليه على وطن كان مفتوحا على مدافع خطابية وبدا اليوم أن الصفحة مع الخليج ستدون الخطوات لحظة بلحظة لا سيما مع قرب بلوغ عتبة أيار والخطوات المحسوبة في العلاقات مع الدول الخليجية يجري تنسيقها بين السعودية والكويت على المعيار ذاته. فمع انطلاق فاعليات المملكة في اليرزة كانت دولة الكويت تراسل رئيس الحكومة اللبنانية، ويعلن وزير خارجيتها الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أن الكويت لن تدخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد وينشط الحراك الخليجي في فتح صناديق الود مع لبنان على ضربة شهر من افتتاح صناديق الاقتراع، وهو الاستحقاق الذي لم يتبين هلاله خليجيا حتى الآن مع تسجيل أن مراقبة الانتخابات ستشكل حافزا للجميع.. عربيا وغربيا، لالتقاط وجهة الرياح التغييرية ومدى سيطرة الأحزاب الحاكمة على مجلس النواب من جديد..

لكن لبنان في واد انتخابي نيابي سحيق.. وحزب الله انتقل إلى الوديان الرئاسية الأبعد مدى فهو تخطى نتائج أيار وطار إلى رياح تشرين الأول وبطريقة المعجل المكرر والمسبق فلقاء ما اصطلح على تسميته “نور العين” بين سليمان فرنجية وجبران باسيل برعاية السيد حسن نصرالله، قفزت مفاعيله إلى الانتخابات الرئاسية.. على اعتبار أن الاستحقاق النيابي قد انتهت تحالفاته لحظة إقفال باب اللوائح في الرابع من نيسان الحالي وبموجبه فإن الاجتماع الثلاثي تخطى الزمن النيابي وحواصله وذهب مباشرة إلى الحاصل الرئاسي وقالت مصادر مطلعة على هذا اللقاء إنه لم يكن الأول من نوعه بين جبران وسليمان وبرعاية نصرالله، لكن المحاولة التأسيسية فشلت في إقناع الطرفين بالتحالف النيابي، فانتقلت لاحقا إلى الحديث عن كرسي بعبدا خلفا للجنرال ميشال عون. وبهذه الضربة الاستباقية شغل حزب الله محركاته الرئاسية المبكرة وقطف الموسم قبل أن يكثر الحصادون غربا وشرقا.. حصر المعادلة في إسمين: الأول هو جبران باسيل الذي سيكون حكما المرشح المستبعد عن الرئاسة بسبب غرقه في حزمة العقوبات.. ليتأهل سليمان فرنجية إلى السباق وحيدا، مدعوما من فريق يعتزم تثبيت الغالبية في مجلس النواب.

يقطع حزب الله بهذه الحركة مثلث معراب-ساحة النجم-بعبدا ويحصر الحكيم في زاوية المرشح الدائم الذي لا يحظى بالفوز مرة، وإن استقدم فرقاطات الدول والأسطول السادس، وأصبح متربعا على الأكثرية المسيحية نيابيا هو الحكي الرئاسي الآن.. والذي يتقدم فيه زعيم تيار المردة على مرشحين اثنين: رئيس التيار وقائد الجيش وبعلاقات ودية لم تنقطع مع الخليج وخطوط وصل من موسكو إلى واشنطن مرورا بدمشق.. فإن هذا الاسم سيدفع باتجاه المعركة المعجلة التي يستبق فيها حزب الله وقوع الفراغ الرئاسي أما ماذا سيحصد جبران؟ فهذا اتفاق معراب بنصه وعديده ومغانمه وتقاسم إدارته ينقل إلى بنشعي.. ويتم تطبيقه حرفيا لكن بين طرفين تباعدا كثيرا.. ثم تفاهما على وطن من حصص دائمة التوزيع من كان سيبدل هذه الحال؟ قوى التغيير التي أخفقت في فرض قوة نيابية تشكل الكتلة الثالثة وتمنع بيع البلد بالقطعة؟ لكن “الأنا” التغييرية انتصرت على وحدة المجتمع المدني.